الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

كتاب داخل كتاب

  • 1/2
  • 2/2

وضعت الباحثة والمترجمة السورية رندة بعث ٨٠٣ هوامش لكتاب «الباب» للإثنولوجي الفرنسي باسكال ديبي، وقد نقلته إلى العربية بهدوء وحرفية عالية أعطت هذه الترجمة ميزة قرائية وبحثية متفرّدة وسط هذا الكم الهائل من الهوامش التي تشكّل، فعلاً، كتاباً داخل كتاب.

أعلام وباحثون في علوم الاجتماع، والميثولوجيات، والتاريخ، والفنون والأنثروبولوجيا نقرأ عنهم ونعرفهم بتعريفات موجزة، لكنها كافية في هذه الترجمة الصادرة عن هيئة البحرين للثقافة والآثار (٢٠١٧)، ثم سوف تكتمل مهنية هذا الكتاب المشبع للقارئ من خلال مراجعة الدكتورة سماح حمدي، وبالتأكيد ستطال هذه المراجعة تلك الهوامش المهمّة الواردة.

لا نتعرّف في هذا الكتاب إلى مفكرين وفلاسفة وباحثين فقط عبر الهوامش، بل سنتعرّف إلى مدن، وشخصيات أدبية وردت في أعمال روائية، ومصلحين ورجال سياسة ودين ومصطلحات أدبية وعلمية، لا بل سنتعرّف إلى أعمال فنية نحتية، ورسّامين، ونحّاتين، ومعماريين وشعراء ومسرحيين وصوفيين تعود أصولهم إلى حضارات وثقافات بعيدة ومعاصرة، وسوف تشكل هذه الهوامش ما يشبه موسوعة مصغّرة متاحة للقراءة في أية لحظة.

سنقرأ، ربما للمرة الأولى، عن مقابر تاريخية، ونقترب من تعريفات مكثفة لكنها وافية علمياً حول الكثير من شعوب العالم القديم، لا بل سنقرأ عن أفلام سينمائية وثائقية، وجزر، وعادات، وأطباء وكيميائيين، ومعابد، وأسلحة بدائية، وآلهة أسطورية إغريقية ورومانية .

فعلاً، هذا كتاب في كتاب وضعته رندة بعث، من باب تعزيز القيمة الثقافية والبحثية للكتاب، وليس من باب الاستعراض، والقارئ بفطرته يعرف مباشرة أنه في حاجة ثقافية إلى هذا الهامش أو ذاك، وأقول هذا لأن بعض المترجمين يعمد إلى حشو هوامشي في ترجمته تشعر أنه لا لزوم له لا معرفياً ولا ثقافياً، وأن هذا الحشو الهوامشي لا حاجة للكتاب به.. الترجمة في هذه الحالة، أي في كتاب «الباب»، ليست فناً فقط، بل هي أيضاً درس ثقافي موازٍ للدرس المعرفي الذي يقدمه مؤلف الكتاب، وبالطبع، لسنا في حاجة للقول إن غزارة هذه الهوامش تؤشر على الثقافة العالية والموسوعية للمترجمة. وثانياً، ومن باب كلمة الحق، يشار إلى الجهد الكبير الذي بذلته المترجمة.

الهوامش بكتلتها المعرفية هذه هي كنز معلومات، ومن هذه الكنوز على سبيل المثال : «قاموس تريفو»، وكما يقول الهامش: هو عمل تاريخي يضم القواميس الفرنسية في القرن السابع عشر، أما «السويسريات»، فهي غرف صغيرة في القرى المحاذية لباريس التي كان سكانها مرغمين على إيواء جنود سويسريين.

يوسف أبولوز – صحيفة الخليج
217df752ca.jpg

كانت هذه تفاصيل خبر كتاب داخل كتاب لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا