اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

باريس في عين أم كلثوم

  • 1/2
  • 2/2

لو كان رفاعة رافع الطهطاوي، مؤلف الكتاب الأشهر في تاريخ النهضة الفكرية العربية الحديثة «تخليص الإبريز في تلخيص باريز» لا يزال حيّاً، ومثله الدكتور طه حسين الذي درس في باريس ومنها امتلك المعرفة بجديد الفكر، فلن يكونا راضيين لو استمعا إلى ما قالته السيدة أم كلثوم أثناء زيارتها إلى باريس لإحياء حفل غنائي فيها، إنها لم تجد شيئاً في باريس يستحق أن يؤخذ به في مصر. نعلم أن الطهطاوي وطه حسين وسواهما من المفكرين، الذين صدمهم ما بلغه الغرب من تقدّم في العلم والفكر والتعليم، سعوا جاهدين إلى مدّ جسور التواصل بين ثقافتنا وثقافة الآخر والتعلمّ منها.وللدقة والإنصاف يتعين التوضيح أن أم كلثوم تحدثت بتقدير عن فرنسا والفرنسيين، لكنها أرادت القول إنّ لهم ثقافتهم المهمة والغنية، ولنا ثقافتنا المهمة والغنية أيضاً، فلماذا علينا أن نأخذ منهم؟ قول أم كلثوم هذا جاء في حديث مع التلفزيون المصري أجرته المذيعة سلوى حجازي. اشترطت أم كلثوم أن يكون الحوار التلفزيوني معها قصيراً، وبالمثل جاءت أجوبتها عن أسئلة المذيعة قصيرة ومقتضبة، كان أولها الجواب الذي أتينا على محتواه أعلاه، رداً على سؤال سلوى حجازي لها، حول ما الذي يمكن أن نتعلمه من فرنسا، ويمكن لفرنسا، هي الأخرى، أن تتعلمه منا؟.

وفي جواب عن رأيها في الموضة الفرنسية قالت أم كلثوم: «مش بطّالة»، أما المرأة الفرنسية، في منظورها، فإنها تجمع، في مظهرها، بين البساطة و«الشياكة»، بدون تصنع وافتعال وبهرجة.سيدهشنا جواب أم كلثوم عن سؤال عن أجمل مكان أحبّته في باريس، وتحبّ أن تزوره كلما أتتها ثانية، فقالت: المسلّة!، قاصدة المسلّة المصرية في المدينة، ولهذه المسلّة، كما نعلم، حكاية. في العام 1830 أهدى محمد علي باشا، حاكم مصر يومها، مسلة الأقصر لملك فرنسا لوي فيليب الأول، تعبيراً عن حسن التفاهم ودفء العلاقات بين البلدين، وتكريماً لجهود العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون (1790-1832) في معرفة أسرار الكتابة المصرية القديمة، ومن يومها، ظلّت المسلة تزيّن ميدان الكونكورد في قلب العاصمة باريس، لتصبح شاهدة على كثير من الأنشطة السياسية الفرنسية حتى اليوم.ما الذي يحمل امرأة قادمة من البلد الذي يعجّ بالمسلّات، أن ترى غايتها في رؤية مسلّة واحدة، أجبرت على الغربة عن أرضها، شأنها شأن شقيقات أخريات لها وجدْن طريقهن إلى عواصم أخرى كإسطنبول ولندن والفاتيكان ونيويورك؟ حين سألت سلوى حجازي أم كلثوم عن السبب، أجابتها باختصار: «لأنها بتاعتنا»! شحنة العواطف في أجوبة سيدة الطرب العربي مصدرها شعورها الوطني العالي تجاه كل ما يخصّ وطنها، تاركة الباقي لأهل الفكر على غرار الطهطاوي وطه حسين وسواهما.

حسن مدن – صحيفة الخليج
b75dee5c41.jpg

كانت هذه تفاصيل خبر باريس في عين أم كلثوم لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا