اشار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، خلال زيارته على رأس وفد من المفتين وأعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى والعلماء، ضريح رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري في وسط بيروت، الى ان "الحريري لم يكن مجرد زائد واحدا على عدد رؤساء الحكومات في لبنان. جاء على أنقاض دولة دمرتها حرب أهلية استمرت سنوات عدة، أحرقت الأخضر واليابس، ودمرت الدولة ومؤسساتها، وباعدت بين أبناء الوطن الواحد. فعمل على إعادة بناء الدولة من جديد، إنسانا ومجتمعا ومؤسسات. كما عمل على إعادة إعمار عاصمتها لتعود من جديد منارة مضيئة في عالمنا العربي".

وأكد أن "العمل في الشأن العام يتطلب مواجهة عوائق وعراقيل بعضها طبيعي، ومعظمها مصطنع. إن تجاوز هذه العراقيل والمطبات في مجتمع متعدد، وفي منطقة أشد تعقيدا ليس بالأمر اليسير. قد يتعرض المسؤول للعديد من الأمور التي تحد مسيرته في العمل، ولكن ذلك لا يجرده من نوايا الإصلاح والصلاح"، لافتا الى اننا "نتطلع مع مجتمعنا اللبناني إلى حامل رسالته، والمؤتمن على أدائها سعد الحريري، لمواصلة المسيرة، مسيرة الصلاح والإصلاح، مسيرة البناء والترميم، مسيرة الخير الوطني العام".

في سياق منفصل، زار النائب أشرف ريفي، دريان، مشيرا الى انهم "اغتالوا رفيق الحريري، وعملوا كما في تفجير مرفأ بيروت على محاولة منع التحقيق وطمس الحقيقة، فحاربوا العدالة، ولكن العدالة هزمتهم. نعم هزمتهم العدالة، التي خلال مرحلة التحقيقات دفعنا ثمانية شهداء ارتقوا إلى العلياء، وشهيدين حين لا زالا على قيد الحياة، يشهدون للحق والعدالة. لا يسعنا اليوم، ومن هذه الدار الكريمة، إلا أن نطالب بتسليم قتلة الرئيس الشهيد الحريري ورفاقه الأبرار، المدانين بتحقيق لبناني دولي، وبمحاكمة دولية"، مؤكدا أن "العدالة وحدها دعامة الاستقرار".

وتابع بالقول، "لن ينسى اللبنانيون أنك منعت من تحقيق حلم التنمية والازدهار، على يد من أرادوا إبقاء لبنان في الظلام. لن ينسى اللبنانيون أنك كنت أول من قرر إرسال الجيش اللبناني إلى الجنوبنا الحبيب، كي يحرس الوطن ويحمي لبنان، لكن المؤامرة كانت أقوى"، مشددا على اننا "سنبقى نطالب بأن يكون الجيش اللبناني وحده على الحدود، مدعوماً من قوات الطوارئ الدولية، ومحمياً بمظلة قرارات الشرعية الدولية، كي نحمي لبنان من حرب مدمرة".