كشفت الفنلندية تينا جواهينين، الصديقة المقربة للشيخة لطيفة ابنة حاكم دبي، محمد بن راشد، عن تفاصيل جديدة، حول اختطاف أبو ظبي للطيفة وإعادتها إلى الإمارات قسراً، متحدثة عن حياة بائسة كانت تعيشها الشيخة التي لم تظهر للعلن منذ 18 شهراً. 

وبثت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، الخميس 3 أكتوبر/تشرين الأول 2019، مقابلة مع جواهينين التي قالت إن الشيخة كانت «تفضل الموت على العودة إلى الإمارات».  

وكانت جواهينين هي من ساعدت الشيخة لطيفة على الفرار من الإمارات، وتحدثت عن اليوم الذي أُلقي فيه القبض على لطيفة على متن يخت، وكيف تمت إعادتها عنوة إلى بلدها. 

الهجوم على اليخت

وقالت جواهينين إنها والشيخة لطيفة كانتا على متن يخت لمدة 8 أيام، على مقربة من ساحل الهند، وأشارت إلى أنهما «سمعتا أصواتاً مرتفعة على سطح السفينة في ساعات المساء، بدت كأنها طلقات نارية».

وأشارت إلى أن المقصورة امتلأت بالدخان، ما اضطرهما للذهاب إلى سطح السفينة، وأضافت بأنهما «فوجئتا بقوات مسلحة كانت لديهم مدافع رشاشة، وسط تهديد بالقتل». 

وفي النهاية، قالت جواهينين إن الشيخة لطيفة تم اختطافها وأعيدت إلى دبي، لافتةً إلى أن الشيخة أظهرت شجاعة في تعاملها مع تلك القوات المسلحة. 

وأصيبت جواهينين بالصدمة عندما تم الهجوم على اليخت، وقالت إنها كانت تعيش لحظات من الرعب، ووصفت حالتها حينها بأنها كانت «مشلولة»، لأنها اعتقدت بأن القوات المسلحة كانوا سيقتلونها، في الوقت الذي كانت الشيخة لطيفة تطلب من المسلحين أن يتركوا جواهينين وشأنها. 

وتحدثت السيدة الفنلندية على أنها لا تنسى الكلمات الأخيرة التي كانت ترددها لطيفة أمام المسلحين، حيث قالت لهم: «أطلقوا النار عليّ ولا تعيدوني إلى دبي». 

لماذا هربت الشيخة لطيفة؟ 

بحسب رواية جواهينين فإن لطيفة -ابنة حاكم دبي- كانت مقيدة للغاية، حيث لم يُسمح لها بالسفر منذ عام 2000، كما أنه لم يُسمح لها بالدراسة أو العمل أو حتى الذهاب إلى بيوت أصدقائها.

وكانت الشيخة لطيفة (32 عاماً) أعلنت نيّتها الفرار من بلدها، في شريط فيديو نشر على يوتيوب في مارس/آذار الماضي، وذلك بسبب ما قالت إنّه سوء معاملة تتعرّض له من والدها محمد بن راشد. 

وقالت في بداية الفيديو، الذي يستغرق 40 دقيقة: «إن كنت تشاهد هذا الفيديو، فليس هذا أمراً جيداً. فإما أن أكون ميتة، وإما في وضع سيئ جداً».

وقالت أيضاً إنها هي وأسرتها «ليس لديهم حرية اختيار» في عيشهم، وناقشت جهوداً سابقة لمغادرة البلاد حينما كانت في سن 16 عاماً، وأشارت إلى أنها كانت مسجونة لمدة ثلاث سنوات، وإنها عذبت غير مرة، عند عودتها.

وكشفت الشيخة لطيفة عن أن أختها شمسة أُجبرت على الحصول على الكثير من الأدوية بعد عودتها وإنها «في وضعٍ سيئ للغاية»، وأضافت: «يعطونها مجموعة من الأدوية للسيطرة عليها».

وفي وقت سابق، قالت رادها ستيرلينغ، المديرة التنفيذية لمؤسسة Detained in Dubai الحقوقية والموجودة في بريطانيا، إنها كانت تتحدث مع لطيفة عبر الهاتف عندما وقع الهجوم: «كانت متوترة للغاية». 

وأثار ظهور لطيفة علناً بعد محاولة هروبها تساؤلات. في ديسمبر/كانون الأول، ظهرت لطيفة مع ماري روبنسون، المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة سابقاً، التي قالت إن الأميرة يبدو أنها تنعم «برعاية وحب عائلتها».

وجه نشطاء انتقادات لماري، التي كانت أيضاً رئيسة سابقة لأيرلندا، قائلين إنها «أداة علاقات عامة في المعركة الدائرة بين العائلة الحاكمة في الإمارات وبقية العالم». ووجهت انتقادات للزيارة بأنها معدةٌ للظهور بهذا الشكل المسرحي.

وسُلط الضوء مرة أخرى على العائلة الحاكمة في دبي، بعدما فرت الأميرة هيا بنت الحسين زوجة محمد بن راشد إلى بريطانيا في أغسطس/آب الماضي، وقد بدأت معركة قضائية بينهما في المملكة المتحدة.