فن ومشاهير

عريس البحر.. رحلة صراع الطمع ومواجهة عواصف القدر

شكرا لقرائتكم خبر عن عريس البحر.. رحلة صراع الطمع ومواجهة عواصف القدر والان مع تفاصيل الخبر

القاهرة - سامية سيد - كتبت شيماء منصور

الأحد، 29 سبتمبر 2024 03:00 ص

"اتنين من أغنياء الصعيد كانوا سوا إخوات لتفرقوا بعد الوهم مابقوا اخوات .. حصل خلاف بينهم عشان الميراث واللي يشوفهم يقول دول غرب مش إخوات"، موال في مطلع العرض المسرحي "عريس البحر" للمخرج وليد طلعت، والذي كان قد عُرض بمهرجان العلمين الجديدة وسط حضور جماهيري كبير، وكذلك على مسرح الجيزويت ونهاد صايحة في القاهرة، ولاقى استحسان الجميع، يلخص جزءا من الحدوتة، حدوتة، فالمسرحية تناولت واحدة من أهم القضايا في الصعيد، وقدمت معالجة درامية غنية لعدة موضوعات اجتماعية أخذت المشاهد في رحلة مثيرة طوال ما يقرب من الثلاث ساعات، دون أن يشعر لحظة بملل، وتخللت دراما العرض بعض المشاهد الكوميدية التي أضفت عليه لمسة خفيفة.

"عريس البحر" عرض صراعا داخليا بين الخير والشر، ولم يكتف بذلك بل تناول النتائج المدمرة للطمع والجشع، ففي بداية العرض تدخل قاعة المسرح وتعيش أجواء ومراسم عزاء في الصعيد، النساء تجلس على الأرض وتقوم بطقوسها من ندب ولطم والرجال واقفون لأخذ العزاء، والحزن يخيم على المكان، ولكن سرعان ما يقطع هذا الحزن ظهور جشع وطمع هريدي الأخ الأكبر الذي يرى أن كل الورث من حقه هو، وكيف لا وهو من عمل مع والده منذ الصغر، ولم يكمل تعليمه على عكس أخيه الذي ذهب للتعلم في الجامعة وحصل على شهادة كبيرة، مما جعله يرى أنه بذلك قد حصل على حقه.

ينشب الخلاف بينهم ويظل هذا الخلاف لسنوات حتى تلد زوجة عمران الأخ الأصغر تؤم، وهذا ما كان قد تنبأ به المجذوب الذي يأويه عمران ويعطف عليه، فهو دائما يتنبأ بما سيحدث وكأنه كما يقولوا "بينه وبين ربنا عمار"، مع كثرة ديون هريدي حتى أصبح لا يملك شيئاً، قفزت في رأسه فكرة ستحل له كل المشاكل وهي أن يقتل أخيه، وبذلك يستحوذ على كل أمواله بعدما يصبح هو الواصي على أهل بيته، وبالفعل ينفذ خطته ولكنه لم يكن يعلم أن الوصاية ستذهب لوالدته طالما ما زالت على قيد الحياة، وبذلك سيرث ابن أخيه عمران بعدما يكبر كل الأموال.

ومن يفكر في القتل مرة لم يصعب عليه تكراره مرات ومرات، وبالفعل قرر هريدي أن يتخلص من ابن أخيه فاستعان بقطاع الطرق، وهنا تحدث المفارقة وتظهر نقطة تحول الأحداث حيث لم يستطع أحد المطاريد أن يقتله خاصة أمام دموع أمه وتوسلاتها، فيقرر أن يضعه في صندوق في البحر فإذا كتب له أن يعيش سيجده أحد المارة ويعتني به، وإذا كُتب له الموت سيغرق، فتضع الأم المسكينة شهادة ميلاده معه في الصندوق وتعطيهم إياه دون حول لها ولا قوة.

يجد أحد المارة الصندوق ويذهب به إلى زوجته، ويقرران أن يربياه وأطلقا عليه اسم صبري، وعلى الجانب الآخر يتحقق عدل الله في هريدي عندما يعترف قاطع الطريق عليه ويتم إعدامه، وتكبر أخت صبري مع أمها ولم تنس أمها شامة أخيها يوما واحدا، فدائما إحساس الذنب كان يطاردها، ولكن لم يكن في يديها شيء تفعله، كبر صبري مع أبوه وأمه الذين قاموا بتربيته تربية جيدة وتعلميه تعليم جيد، وفي يوم من الأيام ذهب صبري مع صديقه ليقابل حبيبته وهنا قابل صبري هيام أخته، ويعجب بها، إنها لعبة القدر، فهو لم يعلم أنها أخته، وظن أن الشعور الذي شعر به هو حب لعله كان حب الأخ لأخته لكن لم يدركه، وذهب صبري وتقدم لها ووافقت هيام، ولكن أمها شامة كانت تشعر أن هناك شيئا خطأ.

تزوج الأخوان وسط اندهاش الجمهور ما الذي سيحدث بعد ذلك كيف سينكشف الأمر، وبدأت دقات قلوبهم تتسارع، ويتابعون بشغف باقي أحداث المسرحية، ولكن ما يحدث أن صبري يمرض دون أن يعلم أحد علاجه، وبالصدفة تعطي الزوجة شهادة ميلاد صبري التي وجدتها معه يوم أن وجداه، وكانت تظن أنها حجاب، وهنا الصدمة حيث يكتشفون السر أن صبري هو شقيق هيام، فيذهبوا به مسرعين لبيت شامة ليخبروها بما علموا وتتذكر شامة يوم الحادثة، وتحتضن ابنها الذي عاد إليها بعد سنين طويلة من الغياب والقهر والعذاب.

الحقيقة أن رؤية المخرج المسرحية كانت واعية للغاية، فقدم المخرج المسرحية بين الرمزية والواقعية مع استخدام تقنيات مختلفة أبرز فيها الصراع النفسي والمجتمعي الذي تمثله القصة، وخلال الصورة اعتمد المخرج على الإيقاع السريع تارة والإيقاع البطيء تارة أخرى ليعبر عن الأحداث سواء في الصراعات أو المواجهات، واعتمد كذلك على المشاهد الكوميدية للشخصيات الثانوية بأسلوب خفيف، وجاء الديكور والإضاءة كذلك معبرين للغاية وخدموا مشاهد المسرحية، أما الممثلين فالحقيقة أن جميعهم كانوا جيدين لتظن لوهله أنك أمام محترفين، فعلى سبيل المثال شخصية شامة الأم التي قدمت مراحل عمرية عدة، وتعرضت للعديد من الصراعات والظلم، وشخصية المجذوب الذي تشك أنه مجذوب حقيقي من كثر تعمقه في الشخصية وتركيزه في كل تفاصيلها، إلى جانب الأخين عمران وهريدي كذلك، وغيرهم من باقي فريق العمل الذي أبهرنا بأدائه ولم نجد شخصية واحدة على المسرح ليست في مكانها الصحيح، بالطبع كل ذلك بتوجيه مخرج واع مثل المخرج وليد طلعت الذي قد عودنا على تقديم عروض ممتعة ولها رسالة هادفة.

يمكنكم متابعة أخبار مصر و العالم من موقعنا عبر

Advertisements