الارشيف / اخبار الخليج

برلماني لبناني سابق: استقرار المنطقة في سلم الأولويات الروسية وموسكو لا تتدخل بالشؤون الخاصة للدول

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

دبي - محمود عبدالرازق - وأوضح أن "اهتمام روسيا بالشرق الأوسط عاد منذ استلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقاليد الحكم (عام 2000)، كما تملك دول المنطقة علاقات وطيدة مع موسكو منذ أكثر من قرنين، إضافة إلى وجود مصالح مشتركة كموضوع المياه الدافئة وعوامل اقتصادية أخرى (غاز، نفط)".

وفي حديث خاص لإذاعة "الخليج 365"، رأى أبو زيد أن "التدخل العسكري الروسي في المنطقة كان إيجابيا، فوصول الجيش الروسي إلى سوريا وضع حدا للحرب القائمة ضد دمشق، كما حافظ على وحدة الأراضي السورية ومنع تجزئتها، إضافة إلى حفاظه على تماسك المجتمع السوري"، مؤكدا أن "استقرار دول المنطقة هو الأمر الأساس الذي يهم روسيا".

اليوم الثاني - قادة القمة الروسية الأفريقية روسيا - أفريقيا في سوتشي، 24أكتوبر 2019 - الخليج 365 عربي, 1920, 03.01.2024

وأكد أن "موسكو لعبت دورا مهما وكانت عنصرا أساسيا في استقرار المنطقة انطلاقا من "البوابة السورية"، في الوقت الذي كان يحاول فيه الغرب، على رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، وضع مخططات لتجزئة دول الشرق الأوسط".

ونوّه أبو زيد "بالتحسن الكبير الذي طرأ على العلاقات الروسية الخليجية من النواحي السياسية والاقتصادية، خاصة في ما يتعلق بمسألة النفط والغاز، إذ تلعب المحروقات دورا أساسيا في رسم سياسيات دول الخليج العربي، لا سيما وأن روسيا تمثل الشريك الأمثل في هذا الإطار لكونها الأولى عالميا في مجالي النفط والغاز".

وذكّر بأن "روسيا سعت إلى التقرب من كل الأطراف في المنطقة، ولديها مصالح مشتركة مع الجانبين الاماراتي والسعودي وتسعى لضمان أمن الدول العربية، وربطها بين بعضها البعض بموجب اتفاقيات اقتصادية، كما تملك علاقات جيدة مع الجانب الإيراني الذي يلعب هو الآخر دورا أساسيا في المجال الأمني في منطقة الشرق الاوسط".

وحول ملف رئاسة الجمهورية اللبنانية والفراغ الحاصل في هذا المنصب منذ أكثر من سنة، أكد أبو زيد أن "الجانب الروسي لا يقتحم الشؤون الداخلية للبنان كما يفعل الغرب، بل يقوم بإعطاء النصائح والاقتراحات، إذ يعتبر ان الاستقرار السياسي والأمني في بيروت هو مطلب أساسي، إضافة الى امتلاكه علاقات طيبة مع كافة القادة اللبنانيين، ويدفع الى انتخاب رئيس جمهورية يحظى بموافقة الجميع".

ورأى أن "رئيس تيار المردة اللبناني سليمان فرنجية هو الاوفر حظا لتولي منصب رئاسة الجمهورية اللبنانية، نتيجة تأييده من قبل مكوّن "الثنائي الشيعي"("حزب الله" و"حركة أمل")، صاحب الدور البارز في البرلمان اللبناني"، مشيرا إلى أن "العائق أمام وصول فرنجية إلى سدة الرئاسة يكمن خلف عدم تأييده من الجانب المسيحي في لبنان".

وحول عودة اللاجئين السوريين في لبنان إلى ديارهم، كشف أبو زيد عن وجود "عراقيل تخلقها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وداعموها الغربيون"، مؤكدا أن "الجانب الروسي أبدى استعداده لحل هذه الازمة وقدم العديد من الاقتراحات، إلا أنها قوبلت برفض تام وموقف سلبي من الجانب الاممي".

وشدد أبو زيد على أن "الروس يملكون علاقات مميزة مع دول الشرق الأوسط، إذ لطالما هدفت موسكو إلى توطيد الاستقرار والأمان ومنعت أي محاولة لزعزعة استقرار المنطقة، لأنها تعتبر أن انعدام الاستقرار سيؤثر عليها ويطالها، وهي ترفض أن يهدَد أمنها القومي".

وأضاف أن "الكرملين يعترض على التدخل المباشر وغير المباشر بدول المنطقة، لذا يسعى بشكل دائم لأن يكون هناك علاقات مميزة مع الدول المحيطة، إن كان على مستوى الخليج العربي أو بلاد الشام".

وأشار أبو زيد إلى "تحسن مستوى العلاقات الروسية الأفريقية، لكون روسيا دولة صديقة لبلدان القارة السمراء وليست بدولة مستعمرة وتتعاطى مع الشعوب بصفة الصديقة، ولا تتدخل بشؤونهم الخاصة كما يفعل الغرب".

علم مصر - الخليج 365 عربي, 1920, 31.12.2023

31 ديسمبر 2023, 09:23 GMT

وأوضح أن "العامل الثقافي ساعد أيضا في تعزيز العلاقات السياسية بين روسيا والقارة السمراء، وذلك يعود إلى لجوء عدد من السياسيين الأفارقة إلى الجامعات الروسية خلال فترة شبابهم، وتعرفهم على الثقافة الروسية الاصيلة، وكيف يتعامل الروس مع الدول ويساعدونها على التنمية والازدهار".

وجدد تأكيده أن "التعاون الروسي الأفريقي تجاوز الحدود السياسية والاقتصادية والعسكرية، وتكونت شبكة علاقات ستساهم مستقبلا في تطوير الدول الأفريقية كاملة".

ولفت أبو زيد إلى أن "الجانب الغربي نفسه أقر بأن التمدد الروسي في المنطقتين الأفريقية والشرق أوسطية يقوم على دراسات واضحة المعالم، إذ تقوم موسكو بدراسة كل خطواتها انطلاقا من دراسات واضحة تجاه تلك المناطق التي تتواجد فيها".

وختم أبو زيد بأن "الحضور الروسي في منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا يدفع إلى الاستقرار والسلام، لاتباع الجانب الروسي سياسات تحمي الأصول الدستورية والقانونية في التعامل مع كل دولة، وتعمل على حل كل الخلافات في الدول العربية من ضمنها الصراع العربي الإسرائيلي".

Advertisements