القاهرة - سامية سيد - كتبت مروة هريدى

النوم ضروري لصحتنا، ومع ذلك يكافح العديد من الأشخاص للحصول على قسط جيد من الراحة ليلاً، وتؤثر جودة نومنا على حالتنا المزاجية ومستويات الطاقة لدينا، ولعل إحدى الطرق الطبيعية والفعّالة لتحسين جودة النوم هي ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الأرق أو انقطاع النفس أثناء النوم أو اضطرابات النوم الأخرى، ويمكن أن تكون التمارين الرياضية أداة قوية، حتى الأنشطة المعتدلة مثل المشي أو السباحة، والتي يمكن أن تحسن بشكل كبير من جودة نومك، فلا يعزز روتين التمارين المنتظم النوم بشكل أفضل فحسب، بل يساعد أيضًا في إدارة اضطرابات النوم، وفقًا لموقع "WEBMD".

يعمل النشاط البدنى خاصة قبل النوم على تقليل رواسب الدهون حول مجرى الهواء وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، حيث تساعد التمارين الرياضية في تقليل انقطاع التنفس أثناء النوم، وكذلك تنظيم الساعة الداخلية للجسم، والمعروفة باسم الإيقاع اليومي، كما يزيد النشاط البدني من إنتاج الأدينوزين، وهي مادة كيميائية تعزز النوم، وتقلل من هرمونات التوتر مثل الكورتيزول التي يمكن أن تتداخل مع النوم، ويمكن أن تساعد التمارين الرياضية المنتظمة أيضًا في تخفيف حالات مثل الأرق والقلق والاكتئاب، والتي غالبًا ما ترتبط بمشاكل النوم.

وضعيات اليوجا

للحصول على نوم أفضل يمكن ممارسة بعد تقنيات أو وضعيات اليوجا، مثل وضعية الساقين على الحائط والمعروفة باسم (فيباريتا كاراني)، فقط استلقِ على ظهرك مع مد ساقيك على الحائط، حيث تعمل هذه الوضعية الخفيفة على تعزيز الاسترخاء وتساعد في تخفيف إرهاق الساقين وتورم الكاحلين.

وهناك أيضًا وضعية الطفل المعروفة باسم (بالاسانا)، حيث تجلس على كعبيك، وتثنى ركبتيك، مع مد ذراعيك إلى الأمام، ووضع جبهتك على الأرض، حيث تعمل وضعية الطفل تهدئتك وإراحة الظهر وتريح العقل.

وضعية أخرى لليوجا معروفة باسم (باسشيموتاناسانا)، حيث الانحناء للأمام أثناء الجلوس عند الوركين، ومد يدك نحو أصابع قدميك، مع فرد ساقيك أمامك، وتشجع هذه الوضعية على الاسترخاء عن طريق شد أوتار الركبة والعمود الفقري.

يعد التأمل من أكثر التقنيات فعالية لتهدئة العقل وتقليل التوتر، فقط اقضِ فترة وجيزة من الوقت في التأمل قبل الذهاب إلى النوم، ويمكنك الانتباه إلى تنفسك أو مجرد مراقبة أفكارك بموضوعية، ويمكن أن يقلل تمرين اليقظة هذا من القلق ويعزز حالة داخلية هادئة تسهل النوم.

تجنب ممارسة التمارين عالية الكثافة

في حين أن ممارسة التمارين الرياضية مفيدة بشكل عام للنوم، فإن التمارين عالية الكثافة بالقرب من وقت النوم يمكن أن يكون لها تأثير معاكس، ويمكن أن تؤدي الأنشطة مثل تمارين القلب المكثفة أو رفع الأثقال إلى زيادة معدل ضربات القلب ومستويات الأدرينالين، مما يجعل النوم أكثر صعوبة، إذا كنت تفضل هذا النوع من التمارين الرياضية في المساء، فحاول الانتهاء منها قبل ساعتين إلى ثلاثة على الأقل قبل النوم.

يمكن أن يؤثر الإفراط في التدريب سلبًا على النوم أيضًا، حيث يؤدي الإفراط في التدريب إلى زيادة مستويات الكورتيزول، مما قد يؤدي إلى اضطراب أنماط نومك، ومن المهم موازنة التمرين مع الراحة الكافية والتعافي.

عندما يتعلق الأمر بنوم أفضل، تلعب عوامل أخرى، مثل النظام الغذائي، وإدارة الإجهاد، وبيئة النوم، دورًا حاسمًا أيضًا بجانب التمارين الرياضية، ويمكن أن يكمل النظام الغذائي الصحي، وتقنيات تقليل التوتر مثل التأمل أو التنفس العميق، وبيئة نوم مريحة وهادئة، فوائد التمرين المنتظم بما يعزز النوم بشكل أفضل.