الارشيف / لايف ستايل

الامارات | «حديقة بحيص» تروي قصصاً تاريخية عن الإنسان والمكان

  • 1/2
  • 2/2

شكرا لقرائتكم خبر عن «حديقة بحيص» تروي قصصاً تاريخية عن الإنسان والمكان والان نبدء بالتفاصيل

الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - تحتضن دولة الإمارات العديد من الوجهات السياحية الأثرية والشاهدة على حضارات سكنت هذه الأرض وتركت آثاراً باقية ما بقي الزمان، يعود بعضها إلى أواخر فترة العصر الحجري أو ما يسمى بالعصر الحجري الحديث. وتعد حديقة بحيص الجيولوجية في الشارقة من أبرز هذه المواقع، فهي من أقدم المواقع الأثرية في الدولة، وعنصر مهم في مجال البحث الأثري الخاص بشبه الجزيرة العربية.

وتستقطب حديقة بحيص وغيرها من المواقع الأثرية القديمة التي تزخر بها دولة الإمارات، خبراء التنقيب والجيولوجيين والباحثين في تاريخ الأرض والمواقع الجيولوجية، حيث تعد تلك المواقع متاحف مفتوحة في الهواء الطلق تختزل تاريخاً عميقاً لسكان المنطقة وبقايا حضارتهم وآثارهم، وتقدم دلائل علمية على رسوخ استيطان الإنسان لأرض الإمارات.

وتحتضن حديقة بحيص دلائل تاريخية حول كيفية تشكل الطبيعة المحلية قبل فترة لا تقل عن 93 مليون سنة، وهي موقع غنيّ بالبقايا المتحجّرة للعديد من الكائنات البحريّة القديمة التي استوطنت بحاراً ضحلة كانت تغمر معظم اليابسة بالإمارات حتى فترة قريبة من المنظور الجيولوجي.

وتعد هذه الفترة من العام والتي تشهد النسخة الرابعة من «أجمل شتاء في العالم» الحملة الوطنية الشاملة التي تكتسب هذا العام أهمية خاصة انطلاقاً من شعارها «قصص لا تنسى»، فترة مثالية للاستمتاع بجولة بين آثار حديقة بحيص الجيولوجية التي توثق تاريخاً تليداً سطره سكان الإمارات، وتعد شاهداً على عراقة وجماليات الإنجاز البشري في كل مجالات الحياة، الأمر الذي يجعل من بحيص وغيرها من الأماكن الأثرية التي تحفل بها الإمارات نافذة على التاريخ يستلهم منها الشباب طريقهم نحو المستقبل.

السياحة البيئية

وتعد الحديقة الجيولوجية في بحيص، التي افتتحت في يناير 2020، مشروعاً رائداً في مجال السياحة البيئية يهدف إلى تعريف الزوار بتاريخ الشارقة الجيولوجي، والأهمية الجيولوجية لجبل بحيص والمناطق الأثرية المحيطة به.

وتحتضن الحديقة دلائل تاريخية حول كيفية تشكل الطبيعة المحلية قبل فترة لا تقل عن 93 مليون سنة، كما تحوي موقعين أثريين يسهمان في تعزيز المعرفة بتاريخ استيطان البشر للمنطقة الوسطى في الشارقة والتي تعود إلى أكثر من 200 ألف سنة.

وتتضمن الحديقة معالم جيولوجية وأحافير من ملايين السنين، تتميّز بتصاميم فريدة في مساراتها يمكن من خلالها التعرف إلى كيفية تكوّن أبرز المعالم الجيولوجية في المنطقة، مثل سلسلة جبال الحَجَر، والجبال المنفردة الأخرى، والسهول الحصوية، وكثبان الرمال. وفازت حديقة بحيص الجيولوجية بجائزة العمارة لعام 2020 (AMP)، وهي جائزة عالمية تحتفي بالإبداع والابتكار في مجالات التصميم المعماري وهندسة المناظر الطبيعية والتصميم الداخلي.

تنقيبات

ويقع جبل بحيص الذي يرتفع إلى نحو 340 متراً فوق مستوى السهل المجاور بالقرب من منطقة المدام، ويبعد نحو 48 كيلومتراً جنوب شرق مدينة الشارقة، وبدأت عمليات التنقيب في المنطقة منذ أوائل سبعينات القرن الماضي، عندما اكتشف فريق عراقي بقايا حصن حجري على قمة المنحدر الشمالي الشرقي للجبل.

وفي 1990 قامت البعثة الأثرية الفرنسية بتنقيب مجموعة مكوّنة من سبعة هياكل كانت مرئية على المنحدر الجنوبي للجبل، وأسفر التنقيب في ثلاثة هياكل منها عن وجود مواد تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد، بينما كشفت التنقيبات في منطقة المنحدر أسفل الحصن الحجري مباشرة عن وجود تسع مقابر مشوّهة بشدّة، ومواد محدودة تعود للعصر الحديدي، ثم جاءت حملة تنقيبات منهجية تحت إدارة هيئة الشارقة للآثار، استمرت 12 عاماً متواصلة (1994 - 2005)، ما أدّى لاكتشاف نحو 91 قبراً من فترات مختلفة، ومازالت التنقيبات مستمرة عن طريق البعثة الألمانية في جنوب جبل بحيص.

ويتضمن موقع الجبل العديد من المكتشفات، من أبرزها لقى أثرية تعكس حياة الإنسان القديم في المنطقة والتي تعود إلى 50 ألف سنة.

وتدل مكتشفات موقع جبل بحيص والمنطقة المحيطة به على وجود مجاميع من الرعاة المتنقلين في شرق شبه الجزيرة العربية في فترة العصر الحجري الحديث، خلال فترة سبقت بكثير ظهور أول مستوطنات مستقرة في المنطقة، وأما مدافن العصر الحجري الحديث فأُرّخت بقاياها بواسطة الكربون الإشعاعي إلى بداية الألف الخامسة قبل الميلاد، أما العصر البرونزي فتمثل بعدد كبير من المدافن التي تؤرخ إلى النصف الأول من الألف الثالثة قبل الميلاد، وإلى فترة «وادي سوق» المؤرخة إلى النصف الأول من الألف الثاني قبل الميلاد.

كما ضمت مقبرة بحيص مدافن أخرى تعود إلى العصر الحديدي المؤرخ إلى الألفية الأولى قبل الميلاد، واتخذت معظم قبور هذه الفترة شكل حفر أرضية بسيطة تم استخدامها لأغراض الدفن المنفرد والجماعي أيضاً، كما استخدم سكان العصر الحديدي القبور المشيدة خلال الفترات الزمنية السابقة لأغراض الدفن أيضاً، كما تم استعمال الكهوف والمآوي الصخرية التي تتوافر بصورة طبيعية على سفوح الجبل لأغراض الدفن بعد تحصينها بإضافة جدران حجرية أخرى وتحويلها إلى حجر مناسب لأغراض الدفن.

وعثر داخل هذه الكهوف على أعداد من الهياكل العظمية وعدد كبير من اللقى الأثرية خصوصاً الأوعية الفخارية التي تحمل بصمات العصر الحديدي المتميز، وكذلك الصناعات المعدنية كالأواني والأسلحة، ونشير هنا بشكل خاص إلى مجموعة رؤوس السهام البرونزية التي يحمل البعض منها حزوزاً زخرفية. إضافة إلى ذلك ضمت سفوح جبل بحيص عدداً قليلاً من القبور التي تعود إلى الفترة الهلنستية، وتم العثور بداخلها على عدد من الأواني الزجاجية ذات أشكال متميزة.

وتحرص الجهات المعنية في الشارقة على توفير أعلى درجات الاهتمام بهذه الكنوز التاريخية في محمية جبل بحيص الطبيعية، حيث يحظر بشكل عام الأعمال والأنشطة والتصرفات التي من شأنها إتلاف أو تدهور النظام البيئي أو الإضرار بالحياة البرية أو البحرية أو الفطرية أو المساس بالأنشطة الأثرية والتراثية.

ويُحظر على وجه الخصوص صيد أو نقل أو قتل أو إيذاء الكائنات البرية أو القيام بأعمال من شأنها القضاء عليها ما لم يتم ذلك وفقاً للقواعد التي تحددها الأنظمة واللوائح والقرارات البيئية التي تصدرها السلطة المختصة، كذلك يحظر نقل أو أخذ أي كائنات أو مواد عضوية مثل الصخور والتربة لأي غرض من الأغراض وإدخال أجناس غريبة على المنطقة المحمية وإتلاف أو تدمير التكوينات الجيولوجية أو الجغرافية أو الأثرية أو المناطق التي تعد موطناً لفصائل الحيوان أو النبات أو تكاثرها أو تتواجد بها الآثار.

مسار للدراجات الهوائية

سعياً إلى إنعاش التجوال في هذه المناطق الأثرية تم في مطلع العام الماضي افتتاح «مسار البطائح للدراجات الهوائية» الذي يمتد بطول 48 كيلومتراً ذهاباً وإياباً، وبإجمالي عرض خمسة أمتار، ويبدأ موازياً لشارع مليحة باتجاه منطقة «المنتثر» وصولاً إلى منطقة «بحيص».

ويعد المسار وجهة سياحية ورياضية متميزة لمحترفي وهواة ركوب الدراجات بكل مناطق الإمارة، وتم تصميمه وتنفيذه بمواصفات عالمية توفر بيئة محفزة وآمنة لممارسة هذه ، لما له من فوائد صحية وبيئية ومرورية.

واختير موقع المسار بناءً على معايير عدة، أهمها جاذبيتها لمستخدمي الدراجات وتوفير الأمن والسلامة لهم، إذ يخدم هذا المسار بشكل خاص مدينة الشارقة والبطائح ومدن المنطقة الوسطى، وتتميز المنطقة بشعبية كبيرة لدى محبي الصحراء، وتقام فيها بالشتاء مطاعم ومقاهٍ برية وأنشطة ترفيهية متنوعة.

• الحديقة تحتضن دلائل تاريخية حول كيفية تشكل الطبيعة المحلية قبل فترة لا تقل عن 93 مليون سنة.

• 2020 العام الذي افتتحت فيه الحديقة الجيولوجية في بحيص لتعريف الزوار بتاريخ الشارقة الجيولوجي.

• جبل بحيص يرتفع 340 متراً فوق مستوى السهل المجاور بالقرب من منطقة المدام.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
Advertisements

قد تقرأ أيضا