الارشيف / اخبار العالم

الفلسطينيون يواجهون أخطر أزمة مياه في غزة

ابوظبي - سيف اليزيد - دينا محمود (غزة، لندن)

مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، أجمع الخبراء والعاملون في مجال الإغاثة، على أن القطاع بات يواجه حالياً أزمة مياه، ربما تكون الأخطر من أي وقت مضى، على ضوء شُح الإمدادات المتوافرة لمئات الآلاف من النازحين والمنكوبين بالمعارك، وتهالك البنية التحتية بوجه عام في غزة.
وحذر الخبراء ومسؤولو الوكالات الإغاثية، من أن نحو مليونيْ نازح يكافحون الآن لكي يتسنى لهم البقاء على قيد الحياة، ببضعة لترات من المياه يومياً، للاستخدام الشخصي والطهي والنظافة، مشيرين إلى أن بعض هؤلاء النازحين، يشكون من أن ما يتوافر لهم من مياه مالح للغاية، إلى حد يجعله غير صالح للشرب تقريباً.
وتُعزى هذه الملوحة إلى إفراط السكان، مع تزايد أعدادهم على مدار العقود الماضية، في استخراج المياه من طبقة المياه الجوفية الموجودة في القطاع، والتي توفر لأهله 81% من احتياجاتهم من هذا المورد الحيوي. 
وتزامن ذلك، مع تقلص مخزونات تلك الطبقة، جراء انخفاض معدل سقوط الأمطار سنوياً بسبب التغير المناخي، ما قاد إلى تسرب مياه البحر المتوسط المالحة لها وتلوثها أيضاً بالنفايات، بسبب تداعي بنية خدمات الصرف الصحي.
وفي ظل تقديرات كشفت عنها منظمة «اليونيسف» النقاب عام 2017 وتفيد بأن 96% من المياه المستمدة من طبقة المياه الجوفية في غزة لم تعد صالحة للاستخدام، تؤكد الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 70% من أهل القطاع، يشربون مياهاً مالحة وملوثة.
وشدد جوناثان كريكس، أحد المتحدثين باسم «اليونيسف»، على أن كميات المياه المتوافرة للنازحين من أهل القطاع، تتراوح الآن ما بين 1.5 لتر ولتريْن لكل منهم يومياً، وهو ما يقارب 10% تقريباً، من الكمية المتعارف عليها دولياً في حالات الطوارئ، والتي تبلغ 15 لتراً للشخص الواحد في اليوم.
وأشار كريكس إلى أن الوضع الراهن في القطاع يمثل بيئة خصبة بشدة لانتشار الأمراض المنقولة بالمياه، وذلك على خلفية الافتقار لمرافق النظافة الكافية في مخيمات اللاجئين والنازحين ومراكز الإيواء، مشدداً على أن «اليونيسيف»، تدعو لإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتقليص القيود المفروضة على ما يُدخَل منها بالفعل، وذلك لتخفيف أزمة المياه الحالية.
وفي الوقت نفسه، حذر مارك زيتون المدير العام لمركز جنيف للمياه، من أن طبقة المياه الجوفية في غزة، لم تعد كافية لتلبية احتياجات السكان، قائلاً: إنه من المتوقع أن يعتمد هؤلاء الأشخاص بعد انتهاء الحرب الحالية، على المياه المعبأة في قوارير والمحمولة على متن شاحنات، أو تلك المنقولة عبر أنابيب من بلدان مجاورة.
وفي تصريحات نشرتها صحيفة «تليجراف» البريطانية، أشار زيتون، وهو كذلك أستاذ في دبلوماسية المياه بمعهد جنيف للدراسات العليا، إلى أنه ينبغي أن يتم بالتوازي مع ذلك، إصلاح وتحسين أنظمة المياه والصرف الصحي المتهالكة في غزة، منذ عقود طويلة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا