الارشيف / اخبار العالم

"معركة مفتوحة"... "حزب الله" يستوعب "صدمة" اغتيال فؤاد شكر؟!

بعد القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، خرج الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، في سلسلة من المقابلات الصحافية، بخلاصة موحّدة: "الحرب مع إسرائيل طويلة"، وهي الخلاصة نفسها التي ظهرت بين سطور خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله خلال تشييع القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر، حين تحدّث عن "معركة كبرى ومفتوحة مع العدوّ"، وعلى كلّ الجبهات.

جاءت هذه الخلاصة من باب القراءة "الموضوعية" للتصعيد الإسرائيلي الذي وُصِف بـ"المجنون"، بدءًا من ضربة الضاحية التي بدت مباغتة، ولو تمّ التمهيد لها إسرائيليًا بصورة أو بأخرى، فضلاً عن تزامنها غير البريء مع اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة حماس إسماعيل هنية، وصولاً إلى إعلان الجيش الإسرائيلي رسميًا "اغتيال" القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، من دون أن يتمّ تأكيده من الجناح العسكري لحركة "حماس".

فحتى لو أنّ بعض القراءات حاولت وضع هذا التصعيد في خانة "بداية النهاية" للحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ عشرة أشهر من دون توقف على قطاع غزة، وما تولّد عنها من حروب مفتوحة في أكثر من مكان تحت عنوان "جبهات الإسناد"، باعتبار أنّه قد يدفع الجانب الإسرائيلي إلى إظهار "شيء من الجدية" على طاولة المفاوضات، إلا أنّ الثابت أنّه على النقيض من ذلك، أعطى المعركة أبعادًا جديدة، وزاد من عوامل الخطورة على خطّها.

في هذا السياق، كانت كلّ الأعين شاخصة في الأيام القليلة الماضية باتجاه ردّة فعل "حزب الله" على اغتيال قائد العسكري، المُصنَّف على أنّه الرقم واحد في صفوفه، بل "اليد اليمنى" لأمينه العام، الذي خرج في إطلالته الأولى ليؤكد أنّ الرد آتٍ، ولا جدال في ذلك، وليطلق في الوقت نفسه صافرة عودة العمليات العسكرية إلى الجبهة الجنوبية بعد توقف قسري، فهل استوعب "حزب الله" صدمة الاغتيال، وأيّ سيناريوهات للردّ وما بعده، وربما ما بعد بعده؟!.

لعلّ خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله خلال تشييع من وصفه الحزب بـ"القائد الجهادي الكبير"، حمل بعضًا من الإجابات على هذه الأسئلة، تاركًا في الوقت نفسه غموضًا يصحّ وصفه بـ"البنّاء" في ما يتعلق بالسيناريوهات المُنتظَرة، فهو شخّص الضربة الإسرائيلية على الضاحية باعتبارها "عدوانًا" بأتمّ معنى الكلمة، وهو أكّد "حتمية" الرد من دون تحديد توقيته، مع فصله عن العمليات العسكرية جنوبًا التي استعادت وتيرتها الطبيعية.

هنا، يتحدّث العارفون عن أكثر من معطى لا بدّ من الوقوف عنده في قراءة خطاب السيد نصر الله، أولها يرتبط باستيعاب "الصدمة" عمليًا، ورفع معنويات الجمهور "المُحبَط" إن جاز التعبير، وهذه نقطة مهمّة في سياق الحرب "المفتوحة" التي يخوضها ضدّ إسرائيل، ليس عسكريًا فحسب، ولكن نفسيًا في المقام الأول، ويندرج في هذه الخانة تأكيده أنّه "حين يستشهد أحد قادتنا نسارع لملء المكان بتلامذتهم"، مطمئنًا إلى وجود "جيل ممتاز من القادة الجهاديين" لدى الحزب.

وفي سياق الخطاب أيضًا، يلفت حديث السيد نصر الله عن الجبهة الجنوبية، بل عن كلّ جبهات الإسناد، التي قال إنّها دخلت "مرحلة جديدة"، وهو ما يقول العارفون إنّه يمهّد لتغييرٍ ما على خطّ طريقة عمل هذه الجبهات، بعدما كسر الجانب الإسرائيلي ما كان معمولاً به في السابق من قواعد اشتباك، متجاوزًا الخطوط الحمراء إلى حدّ بعيد، ولو أنّ الأمين العام للحزب حرص على التأكيد على أنّ عنوان المعركة في الجنوب سيبقى "إسناد غزة" كما كان طيلة عشرة أشهر.

أما الأساس في كلام نصر الله، والذي كان ينتظره الجميع، فأتى مطابقًا للتوقعات، من دون مفاجآت، بدءًا من التأكيد على أنّ الرد آتٍ حتمًا، وأنّ الأمر محسوم ولا جدال أو نقاش في شأنه، وصولاً إلى ترك توقيته "مفتوحًا"، ربما بانتظار تحديد "هدف" يوازي بصورة أو بأخرى حجم الاغتيال، ولكن ربما أيضًا من باب ترك الجانب الإسرائيلي في حالة الاستنفار والحذر والترقّب، التي بدأها منذ لحظة إنجازه عمليته في الضاحية، حين سرّب أنّه ينتظر ردة فعل الحزب.

وإذا كان "حبس الأنفاس" سيستمرّ في مرحلة انتظار ردّ "حزب الله" على اغتيال قائده العسكري، وسط مخاوف من احتمال استكمال إسرائيل تصعيدها بضربات أخرى، فإنّ المؤشرات المتوافرة توحي بأنّ سيناريو الحرب الشاملة تراجع عن "الذروة" التي وصلها في اليومين الماضيين، وبعض هذه المؤشرات قرئت في خطاب السيد نصر الله نفسه، بما تركه من انطباع عن عدم الاستعجال في الردّ، والموازاة بين الغضب والحكمة والعقل في القتال.

فحتى لو كان صحيحًا كما يقول العارفون، أنّ "حزب الله" يعتبر أنّ الكرة ليست في ملعبه، بل في ملعب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي "لعب بالنار"، حين أقدم ليس فقط على اغتيال شكر، على أهميته، بل أيضًا على ضرب مبنى سكني مأهول في عمق الضاحية، واستهداف مدنيّين جلّهم من النساء والأطفال الأبرياء، إلا أنّ ذلك لا يعني أنّ الحزب سيغيّر من "تكتيكه" الذي لا يزال ثابتًا على مواجهة التصعيد بتصعيد مضاد، يبقى "دون سقف الحرب".

بهذا المعنى، لن يتغيّر شيء في مقاربة "حزب الله" للموضوع، ولو كان ثابتًا لديه أنّ الرد على اغتيال شكر لن يكون في سياق سائر العمليات التي تشهدها الجبهة منذ الثامن من تشرين الأول، إلا أنّ عدم الذهاب إلى ردّ انفعالي وفوريّ، كان يمكن أن يفضي مباشرة إلى الدخول في الحرب، وحده يشكّل مؤشّرًا برأي كثيرين إلى أنّ سيناريو الحرب الشاملة يبقى بعيدًا، وأن الرد "المدروس" الذي سينفذه الحزب بعد حين، لا ينبغي أن يكون سببًا للذهاب إليها.

من هنا، يقول هؤلاء إنّ كرة "الحرب" تبقى في الملعب الإسرائيلي، خلافًا لما يحاول البعض الترويج له أو ادّعاءه، فإسرائيل تدرك أنّ الحزب لا يمكنه إلا أن يردّ على عمليتها الغادرة في قلب الضاحية، بدليل تأهّبها بمجرد الانتهاء منها، وبالتالي فهي من سيقرّر إن كانت "ستبتلع" الردّ، متى نضجت ظروفه، أم تأخذ الأمور إلى مزيد من التصعيد، قد يأخذ شكل ضربات متبادلة، وردود ورود مضادة، أو يصل إلى الحرب، ولو أنّ أسهمها تبقى منخفضة نسبيًا.

في النتيجة، قد تكون "ردة الفعل" التي أظهرها "حزب الله" بعد اغتيال قائده العسكري أعادت أسهم الحرب الشاملة إلى الخلف قليلاً، بعدما كانت قد وصلت إلى الذروة عقب الهجوم على الضاحية. لكن ثمّة من يقول إنّ احتمالات "التسوية" تراجعت هي الأخرى، من غزة إلى جنوب لبنان، حتى إنّ هناك من يشكّك بجدوى الوساطات القائمة، لتميل الأمور أكثر نحو سيناريو "الحرب الطويلة" الذي تحدّث عنه النائب السابق وليد جنبلاط...

كانت هذه تفاصيل خبر "معركة مفتوحة"... "حزب الله" يستوعب "صدمة" اغتيال فؤاد شكر؟! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا