حين نقرأ نص الانجيل الذي يحل فيه المسيح ضيفا على مرتا ومريم، يخيّل إلينا ان المسيح ظلم مرتا لصالح مريم، ونبدأ الحكم عليها في وقت لم تتعرض للمحاكمة اصلاً. ففي الأصل، مرتا هي التي استضافت المسيح (البيت لها وفق ما جاء في نص انجيل القديس لوقا)، ما يعني انها آمنت به ومتحمسة لاستقباله. اما الدليل الثاني فهي استضافتها للجموع التي كانت ترافق المسيح، وبالتالي كانت تقوم بالخدمة وهو ليس بأمر خاطئ. ولكن جواب المسيح على طلب مرتا ان تساعدها مريم، دليل على ايمان اقوى للاخيرة وثبات في هذا الايمان، لان مرتا لم تتوجه الى اختها مباشرة، بل طلبت من المسيح ان يقول لها ان تساعدها، أي انها تعلم تأثير كلام المسيح على مريم.

لا يجوز الحكم على مرتا، فخدمتها كانت من اجل الله، ولكن الخوف كان ان تضيع بوصلتها فيتم التركيز على القشور على حساب الجوهر، لذلك كانت مريم اكثر تركيزاً على المسيح ولا يمكن بالتالي لاحد ان ينزع منها نصيبها.