الارشيف / فن ومشاهير

سردية واقعية .. "هوانم الزمن الجميل في صعيد مصر" يشارك بمعرض القاهرة للكتاب

  • 1/2
  • 2/2

ياسر رشاد - القاهرة -  

يمثل كتاب "هوانم الزمن الجميل في صعيد مصر" للكاتبة عايدة حشكل، تجربة مثيرة  للدهشة والاعجاب ؛ لكونه الكتاب الأول للمؤلفة ، التى أمتلكت العزيمة على تأليفه وطبعه وهى في عمر الرابعة والسبعين ، لتعطي مثالا عمليا للأجيال الحالية على امكانية العطاء الانسانى في كل مراحل العمر ، وأن عبق الأمل يظل فواحا في الوجدان البشرى رغم كل الظروف والتحديات ومرور السنين.

يعرض الكتاب الصادر عن دار وعد للنشر والتوزيع حاليا فى معرض القاهرة الدولى للكتاب ، ويقع في 250 صفحة من القطع المتوسط.

يرصد الكتاب في سردية واقعية سيرة عدد من سيدات الصعيد 
الفضليات ومسيرتهن في العمل الخيرى والتطوعي خلال نصف قرن من الزمان ، وقد نجحت عايدة حشكل في ألا                              يقتصر الكتاب على السيرة الذاتية فقط ، بل حولته الى شهادة على ذاك العصر الجميل المطرز بمجهودات هذه المجموعة في العمل الاجتماعي وقدرتهن على توظيف الامكانات المتاحة في مساعدة الفئات الأكثر ضعفا من النساء واليتامى والفقراء والمحتاجين فى صعيد مصر

يوضح كتاب ( هوانم الزمن الجميل في صعيد مصر ) للكاتبة عايدة حشكل دوافع التطوع للعمل الخيرى والاجتماعي ، وأهمها توافر هذا المخزون من حب الخير للناس والرغبة الصادقة في اعانتهم والشعور بالسعادة الكاملة في قضاء حوائجهم ،  كما تشير الكاتبة الى  آليات ووسائل العمل الاجتماعى والمتمثل أهمها فى تعليم المرأة المعيلة حرف يدوية بيئية ضمن مشروعات متناهية الصغر ، واقامة المعارض الموسمية لبيع منتجاتهن بأسلوب راقي وأكثر ربحية ،  وكذلك رعاية الايتام ، والأرامل ، والعجزة ، وكبار السن ، والمرضى ، والغارمين ، وتزويج بنات الأسر اليتيمة وغير القادرة .

تؤكد عايدة حشكل أنها لا تقصد بالهوانم تلك الطبقة الغنية فقط ، بل هي طبقة من البشر ؛ عالية الحس الانسانى ، والتى ( بغض النظر عن مستواها الاجتماعي ) تعنى وتهتم وتشتبك ايجابيا مع قضايا المجتمع وهمومه ومشاكله ، وتعمل باخلاص دون انتظار اجر او مقابل على أن تكون رافعة اجتماعية تدفع بالمجتمع الى حياة افضل ومشاكل اقل ، ومن هذا المنطلق تتحدث عايدة حشكل فى كتابها عن وجود سيدات فضليات كن رقيقات الحال لكن رغم ذلك كان لهن أثر معنوى  فعال ومؤثر في التغيير نحو الأفضل                    

وفي النهاية ترى عايدة حشكل في كتابها  ( هوانم الزمن الجميل في صعيد مصر ) أن العمل الخيرى في الصعيد  هو عنوان كبير لشموخ المرأة الصعيدية التى تربت على العطاء الزاخر لأسرتها ولمحيطها العائلي والاجتماعى ، وأنها الأم التى انجبت لمصر تلك الكوكبة من رجالها العظام من الزعماء والقادة والساسة والأدباء والمفكرين والشعراء والفنانين ، كما ترى أن العمل الخيرى عموما كان وسيظل  رافدا  حيويا  من روافد الدعم والتماسك والسلم  الاجتماعى في مصر على مر العصور والأزمان

Advertisements

قد تقرأ أيضا