الارشيف / لايف ستايل

الامارات | راشد شرار يعود إلى بيته الأول.. وزمن القلوب الصافية

  • 1/2
  • 2/2

شكرا لقرائتكم خبر عن راشد شرار يعود إلى بيته الأول.. وزمن القلوب الصافية والان نبدء بالتفاصيل

الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - حتى لا ننسى.. هنا الرحلة أكثر من مجرد حنين، يتوق إلى التقليب في صفحات «الزمن الجميل»، بل همزة وصل بين الماضي والحاضر، ومساحة تفتح نوافذها «الإمارات اليوم»، لتمنح قرّاءها فرصة مرافقة مبدعين ومشاهير في كل الميادين، نشأوا بين ربوع إمارات الخير، ومازالوا يعتزون بـ«أول منزل»، ولا ينسون «الحبيب الأول» الذي فتحوا عيونهم عليه، مستعيدين بالكلمة والصوت والصورة، الذكريات المحمّلة بالكثير: الأحبّة والرفاق وأهالي الفريج الطيبين، والتفاصيل الصغيرة عن الأماكن والشوارع والأشجار التي ظللت العمر في البدايات، ومازالت عصية على النسيان، ساكنة في الوجدان.

بكلمات لا تخلو من التأثر، يعود الشاعر والإعلامي الإماراتي راشد شرار إلى زمن الطفولة، وذكريات أول بيت عاش فيه في «فريج الشويهين» بالشارقة، وبفيض من مشاعر الحب يعبر عن تقديره الكبير لمنطقة النباعة التي فتح عينيه فيها، وتذكّره لأبنائها المخلصين، لاسيما نساء الحي اللواتي احتضنّه مثل أبنائهن، بعد غياب والدته وهو في الثامنة من العمر.

«فتحت عيني في منطقة النباعة في فريج الشويهين ببيت بدائي من الطابوق يتكون من غرفتين ومطبخ وحمام، و(حوي)، ودكان في الخارج ومجلس، ومن العلامات البارزة تلك الأيام في المنطقة دوار الساعة في الشارقة، وكان قريباً منا (درب) لبيع الغنم، حيث كان الوالد يتاجر في الأغنام، علاوة على أن لديه دكاناً لبيع أشياء مختلفة».. بتلك المحطات الأولى يسترجع الشاعر المخضرم البدايات في مستهل جولته بصحبة «الإمارات اليوم» في المنطقة التي نشأ فيها، سارداً الكثير من الذكريات المرتبطة بـ«الزمن الجميل»، لاسيما ما يتعلق منها بالجيران الذين كانت لكل منهم بصمة كبيرة في طفولته، إذ كان للصلات الاجتماعية آنذاك دور بارز في اكتشاف وصقل موهبته الشعرية والإعلامية، وتشكيل شخصيته التي تشكلت وبنيت من «النباعة»، على حد تعبيره.

أيام الألفة

يصف راشد شرار تلك المرحلة بـ«زمن القلوب الصافية»، إذ «كانت العلاقات في الفريج تتسم بالألفة والحميمية، وعلى الرغم من بعض المواقف، واستيائنا من بعضنا أحياناً، إلا أننا كنا نعود لاحقاً للعب وكأن شيئاً لم يكن، كانت القلوب صافية، وأذكر أننا كنا نختلف على أمور بسيطة قد تكون مضحكة عندما نتذكرها، حيث كان معظم خلافاتنا إما على حيوانات أليفة (كلب، أو قط)، أو على لعبة تساوي دراجة هوائية، وكانت هناك كثير من الخلافات الصغيرة التي تحدث يومياً، خصوصاً خلال لعب كرة القدم، إلا أنه يتم نسيانها في اليوم الآخر، ونعود لاحقاً مع بعضنا البعض، فلم تكن الخلافات تطول بيننا».

شخصان في المنزل

ومازالت ذاكرة راشد شرار تحفظ تفاصيل بيته الأول في الشارقة بدقة، إذ كان بدائياً مصنوعاً من الطابوق، ومكوناً من غرفتين، وقريباً من منطقة دوار الساعة آنذاك، حيث كانت تسكن كثير من عوائل الشارقة، كعائلة عبيد بن مصبح، وعائلة المحامي أحمد الرشيد، وغيرهما من الشخصيات التي استذكرها أثناء جولته. وأضاف «عشت في طفولتي مع والدي في منزل واحد، وتوفيت والدتي وأنا في الثامنة من العمر، بينما انتقلت أختي الوحيدة بعد زواجها، لذا كنا فقط شخصين في المنزل، فتحملت المسؤولية، وكنت أقوم بأعمال المنزل بنفسي من غسيل وتنظيف، إضافة إلى حرصي على العمل في العطل المدرسية، وبذلك اعتمدت على نفسي منذ الصغر».

أصدقاء الطفولة

وتابع راشد شرار: «كان اللعب في الفريج له طعم آخر، لاسيما مع مجموعة من الأشخاص الذين لن أنساهم، من أصدقاء الطفولة، وأذكر منهم الدكتور غانم الهاجري، والمحامي أحمد الرشيد، وخلفان ناصر، والأخ راشد الشحي، وهو صديق عزيز وجار، ومازلت على تواصل مع كثير منهم حتى يومنا هذا». وذكر راشد شرار بعض الألعاب التي كانت منتشرة بين أبناء الفريج حينها ككرة القدم، ولعبة «يوريد»، والألعاب المصنوعة باليد، موضحاً «الألعاب في السابق كانت تصنع بأيدينا، وتعودنا الاعتماد على النفس، إذ كنا نصنعها ونركبها بأنفسنا، ونتعب في العمل عليها، ومثال على ذلك أننا كنا نصنع (سيارات) بعلب الحليب، وعلى الرغم من بساطة تلك الألعاب إلا أننا كنا نستمتع بصنعها بأيدينا».

رحيل الوالدة

وبكثير من الحزن يتوقف راشد شرار في محطة خسارته المبكرة والقاسية لوالدته، ما جعله يدخل مرحلة جديدة منذ طفولته الغضة: «اعتمدت على نفسي منذ الصغر، ما ساعدني على النمو في سن مبكرة، وتحمل المسؤولية، إذ توفيت أمي وعمري ثماني سنوات، وكانت لدي أخت تكبرني بخمس سنوات، ولكنها تزوجت وهي صغيرة، فكنت وحيداً في المنزل، ما شكّل لديّ نوعاً من المسؤولية المبكرة في المنزل وغيره، إذ كنت أعمل في أماكن أخرى، خصوصاً في العطل المدرسية في الصيف، وأذكر أنني عملت في شركة الملا، حيث تأخذني السيارة صباحاً إلى (درب الحصاة) لأدون كم سيارة مرت من الشركة، وبذلك كونت نفسي منذ سن صغيرة، وبعد تخرجي في المدرسة أصبحت قادراً على مواجهة الصعاب».

علاقة قوية

وتربط الشاعر الإماراتي علاقة قوية مع عائلة بوطويل الشامسي، تحولت إلى نسب، وله كثير من الذكريات التي تعود إلى طفولته، وقويت الصلات بهم بعد زواجه من ابنتهم، حيث كان الوالد حسن بوطويل الملجأ والسند لراشد شرار، لاسيما في حل الأزمات، فيما كان محمد الابن الوحيد للعائلة صديقاً مقرباً للشاعر منذ طفولته، والذي يؤكد هو الآخر لـ«الإمارات اليوم» قوة العلاقات التي تربطه براشد شرار، مضيفاً «راشد ليس مجرد صديق، بل هو بمثابة الأخ الأكبر لي والسند وصديق العائلة، إذ كان عوناً لوالدتي، لاسيما في فترة طفولتي عندما كنت أتغيب عن المنزل للعب، وأتأخر عن العودة، فقد كانت تعتمد على راشد في مهمة إحضاري للمنزل، كما كانت له الكثير من المواقف الأخرى، فكان فرداً من العائلة أكثر من كونه مجرد جار وصديق».

قصة حب «بنت الجيران»

وبرومانسية تناسب روح الشاعر، يستعيد راشد شرار قصة حب: «ربطتني بزوجتي قصة حب، فهي ابنة الجيران قبل أن تكون زوجتي، وكان شقيقها محمد أحد أقرب أصدقائي منذ طفولتي وحتى يومنا هذا، وبعد زواجي انتقلت من الشويهين في عام 1976 وسكنت مع زوجتي في بيت أهلها بالقادسية، ومن ثم سكنا في منطقة أخرى بالقرب من عجمان».

وعن اكتشاف موهبة الشعر، بوفاء يشير راشد شرار إلى دور الشعراء الكبار في ذلك، وتوجيهه ليصبح إعلامياً بارزاً، حيث كان لاحتكاكه بهم منذ سن صغيرة دور بارز في إبراز شخصيته كشاعر وإعلامي أيضاً، مضيفاً «كنت أكتب بعض الأبيات على قصاصات ورق وأخبئها تحت السرير، فلاحظ والدي أن هناك الكثير من الأوراق المخبأة التي لم يعرف محتواها، حيث كان الوالد حافظاً للقرآن إلا أنه لا يقرأ ولا يكتب، وجمع تلك القصاصات وذهب بها إلى الشاعر الإماراتي علي بن ارحمه الشامسي، الذي كان له دور في اكتشاف موهبتي في الشعر، وتشكيل شخصيتي الإعلامية، وأذكر أنه نصحني بمشاركة قصائدي بدلاً من تخبئتها، وهو من طلب مني الحضور معه لبرنامج مجالس الشعراء الذي كان يقدمه الشاعر حمد بوشهاب، رحمه الله، وضم نخبة من كبار شعراء الإمارات، مثل سالم الجمري، وغيره».

واستطرد «كان التلفزيون حينها يبث باللونين الأبيض والأسود، وفي مراهقتي أذكر أنني ذهبت إلى برنامج (مجالس الشعراء)، ورغم أنه من طبيعتي ألا أخاف إلا أنني ارتعبت عند دخولي بين كبار المبدعين، حيث كانوا أصحاب أسماء كبيرة، فقمت بالجلوس في آخر الصف، وألقيت قصيدة اجتماعية بعد أن انتهى الشعراء من إلقاء القصائد الغزلية، وأذكر أن الشاعر سالم الجمري قال لي جملة لن أنساها: (أنت شاعر وستصبح شاعراً مشهوراً)، وأذكر ذلك جيداً لأن ذلك ما شكل شخصيتي الإعلامية».

ولفت راشد شرار إلى أن علي بن ارحمه الشامسي كان يقدم أول برنامج شعري في الإذاعة والتلفزيون، وهو «في أحضان البادية» عبر إذاعة الشارقة، وضم كلاً من راشد الخضر، وربيع بن ياقوت، وسالم بن معدن، وعبدالله بن ذيبان، وكان يشارك بينهم باستحياء، وطلب منه الخضر أن يعد قصائده عندما يحين دوره، وكان يشجعه عند انتهائه.

«رسالة شكر»

ووجّه راشد شرار رسالة شكر وامتنان إلى أهالي الشارقة ومنطقة النباعة، لاسيما سيداتها اللواتي احتضنّه في طفولته تماماً كما يحتضنّ أبناءهن، وإلى الشخصيات التي كان له معها ذكريات كبيرة ومواقف لا تنسى، كأصدقاء الطفولة والجيران خلفان ناصر، وراشد الشحي، وعبدالرحمن الحديدي، وعبدالله سعيد، وسالم سعيد، وصلاح الحليان، ومحمد فضل، ومحمد راشد بيات، والدكتور بطي القطي، وسالم القطي. كما أعرب عن شكره الكبير للعوائل التي كان لها الدور البارز في احتوائه، كعائلة غانم الهاجري التي اهتمت به بشكل كبير وخاص.

وأكمل: «ممتن لأهل منطقة النباعة الذين احتضنوني بعد وفاة والدتي، وأقول لهم مازلت أحبكم وأفكر فيكم وأتذكر مواقفكم وحياتي بينكم.. كما أشكر الإعلام على دعمه لي، فنجاحي لم يكن ليتحقق لو لم تلتف حولي الصحافة والإعلام والهيئات الثقافية.. أنتم من شكلتم راشد شرار، وهذا ما زرعتموه فيه».

راشد شرار:

. رسالتي للجيران والأصدقاء القدامى: مازلت أحبكم وأتذكر مواقفكم وحياتي بينكم.

. شعرت بالمسؤولية مبكراً واعتمدت على نفسي منذ الصغر، وكنت أعمل في العطل المدرسية خلال الصيف.

. علي بن ارحمه الشامسي والجمري أسهما بشكل كبير في تشكيل شخصيتي الشعرية والإعلامية.


حادثة لا تنسى

من ذكريات النشأة الأولى، يستعيد الشاعر راشد شرار حادثة لا تنسى، مضيفاً: «في عمر الـ14 كنت في حفل زفاف أحد الجيران مع أصدقائي حينها، وسمعنا صراخاً، وفي تلك الأثناء وجدت أحداً يحاول الهروب، فقمت باعتراضه، وكنت معروفاً بشجاعتي بين أقراني وتعاركت معه فطعنني، ما سبب لي جرحاً عميقاً في صدري، وعلى إثره نقلت إلى المستشفى، وكان الجرح يكاد يصل إلى الرئة من شده عمقه، ولايزال الأثر موجوداً في جسدي حتى اليوم».


«في الوالد حسن بوطويل»

«هو جد أولادي ولكنه أبي..

أفخر إذا منّه أمامي ينذكر..

هو الوافي الصافي وهو الحر الأبي..

صدره وسيع وهو بعد واسع فكر..

يا حظ ذاك اللي تحت ظله ربي..

وابرك عياله هي ترى بنته البكر».

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
Advertisements