الارشيف / اخبار العالم

تحذيرات من عودة «داعش» مستغلاً التوترات في المنطقة

ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد شعبان (القاهرة، دمشق)

حذر محللون سياسيون سوريون وخبراء في الإرهاب الدولي، من خطورة عودة تنظيم «داعش» للواجهة من جديد في سوريا والعراق وتنامي عناصره، مستغلاً الأحداث والصراعات التي تشهدها المنطقة في تنفيذ عمليات إرهابية، ورغم الضربات التي ينفذها التحالف الدولي لمحاربة «داعش» إلا أن عناصره لا يزالون قادرين على شنّ هجمات تستهدف القوات السورية والموالين لها.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن في 9 يناير أن عناصر داعش شنوا هجوماً دامياً على حافلة عسكرية في بادية تدمر بريف حمص الشرقي، أسفر عن مقتل 14 عنصراً من القوات السورية وإصابة آخرين.
وقال المحلل السياسي السوري مدير المركز الكردي للدراسات، نواف خليل، في تصريح لـ«الاتحاد»: إن التحالف الدولي لمحاربة «داعش» بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، بدأ في مواجهة التنظيم الإرهابي منذ العام 2015، بالتعاون مع قوات وحدات حماية الشعب السورية، وقوات سوريا الديمقراطية، وتم النصر العسكري النهائي على التنظيم بعد القضاء على آخر جيب في بلدة الباغوز بمحافظة دير الزور 2019، وانتهت بالنصر على «داعش»، لكن الحرب على عناصره لم تنته، ويُدرك التحالف تماماً حجم المخاطر الناجمة من عودة التنظيم. 
ومنذ أيام، قررت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» إرسال 1500 جندي من لواء المشاة القتالي، ضمن «عملية العزم الصلب» لمحاربة «داعش» في سوريا والعراق، وحددت الوزارة مهمتهم لمدة عام.
وحذر المحلل السياسي السوري من خطورة داعش خلال الفترة المقبلة، لأنهم حتى إذا لم يتمكنوا من الاستيلاء على الأراضي، لكنهم سيعودون بقوة كبيرة، ويعدون العدة وينتظرون اللحظة المناسبة، حيث إن مخيمي «الهول» و«روج» يضمان عشرات الآلاف من عائلات التنظيم، ويعدون الأطفال منذ صغرهم للقتال ضمن صفوفه. 
وشدد على أن أميركا تدرك من المعلومات الاستخباراتية لديها خطورة الانسحاب من التحالف لأنه سيؤدي إلى عودة داعش مرة أخرى، ولولا قدرة قوات سوريا الديمقراطية والأمن الداخلي لساءت الأحوال، ولا يزال أنصار «داعش» في سوريا يتحركون ويقومون بجمع الأموال، والظروف في بادية سوريا مهيأة للتنظيم نتيجة لطبيعة المنطقة، مما ساعدهم على القيام بعمليات إرهابية. 
ونظراً لخطورة «داعش»، تعتبر أميركا الإبقاء على التحالف والاستمرار فيه جزءاً من الأمن القومي الأميركي والأوروبي، وتتبنى أغلب الدول المشاركة في التحالف هذه الرؤية، لأن عودة داعش لا تشكل خطراً على سوريا والعراق فقط؛ ولكن على المنطقة بأسرها وأفريقيا وأوروبا.
ويرى الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب، أن التوتر في منطقة الشرق الأوسط، وما يحدث في سوريا واليمن والعراق وفلسطين من اضطرابات، ينعكس بصورة كبيرة على تنامي جماعات العنف والتطرف، ويوفر بيئة خصبة للتنظيمات وعلى رأسها «داعش».
وقال أديب في تصريح لـ«الاتحاد»، إن العملية الإرهابية الأخيرة لداعش في سوريا، انعكاس لانشغال أميركا والمجتمع الدولي بالصراعات الدائرة في المنطقة وفي أوكرانيا، وهذا يساعد على توفير المقومات الأساسية لعودة التنظيم من جديد، بعد مروره بمراحل ضعف شديد وسقوطه في 22 مارس 2019، وهناك أسباب أخرى أدت إلى عودته وتناميه بصورة كبيرة، وهذا ما ظهر من العمليات التي قام بها خلال الفترة الماضية.

Advertisements

قد تقرأ أيضا