الارشيف / اخبار العالم

هل تطرد تركيا "الإخوان" الهاربين من العدالة؟

أحمد عاطف - شعبان بلال - عبدالله أبوضيف (القاهرة )

كشفت مصادر مقربة من قيادات الإخوان الهاربين خارج مصر، عن حالة قلق شديدة دفعت عناصر التنظيم للاستفسار عن مصيرهم لدى ما يعرف بـ«مجلس شورى الإخوان المصريين» في تركيا، في ظل التقارير الإعلامية التي تصدر من وقت لآخر حول اقتراب ترحيلهم من تركيا.
وأكدت المصادر لـ«الاتحاد» أن المعارضة التركية تضغط على ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي أردوغان وتتهمه بأنه يوفر الحماية السياسية والأمنية لقيادات الإخوان في تركيا وإعلاميهم، كما أن رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كليجدار أوغلو، والمعارض الفائز برئاسة بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، بدأوا في فتح ملفات الإخوان هناك ويضغطون على أردوغان لطرد قادتهم، لافتين إلى أن أعدادًا كبيرة من الهاربين المصريين في إسطنبول يستعدون حاليا لمغادرة تركيا.
وطالب السياسي والمعارض التركي فايق بولوت، بضرورة طرد جماعة الإخوان في تركيا والتعامل معهم باعتبارهم جماعة إرهابية، والعودة للتعامل مع النظام المصري ووجود سفير لتركيا في مصر، خاصة وأنها واحدة من أكبر الدول في المنطقة ولا يمكن خسارتها سياسياً نظير التعامل مع جماعة إرهابية تورطت في العمليات الإرهابية داخل مصر وليبيا، مشيرا إلى أنه منذ فترة كبيرة علمت القاهرة مخاطر هذه الجماعة ولفظها الشعب المصري سياسيا.
وأضاف بولوت لـ «الاتحاد» أن المعارضة التركية لن تقبل بوجود جماعة إرهابية على أراضيها يتم استخدامها في الأحداث السياسية في ضرب السياسيين والمظاهرات، بالإضافة إلى العمل على استخدامها في الفعاليات السياسية لنظام رجب طيب أردوغان، وهو الأمر الذي لا يعكس القوة الحقيقية لهذه المؤتمرات خاصة مع وجود جماعة أجنبية تزيد من الأعداد فقط لكنها ليس لها أي صوت انتخابي، ناهيك عن وجود استخراج غير قانوني للجنسية التركية لقياداتها بالخلاف للقانون التركي.
وكان زعيم المعارضة كمال أوغلو قد طالب «أردوغان» صراحة بالتخلي عن جماعة الإخوان، وقال: «إذا كنا نريد أن تكتسب تركيا اعتبارا في سياستها الخارجية، فعلى أردوغان أن يتخلى أولاً عن الإخوان المسلمين، من هم الإخوان؟ مصالح الدولة التركية فوق كل شيء»، مضيفاً: «عليك أن تتصالح مع مصر التي نتشارك معها التاريخ والثقافة، على أي أساس نحن نخاصمها؟ هذه المخاصمة تنعكس سلبا على تركيا».
وأكد اللواء سمير فرج مدير إدارة الشؤون المعنوية بالجيش المصري الأسبق، إن هناك العديد من الدوافع التي ترغم أردوغان للتخلص من عناصر جماعة الإخوان الذي يتسببون العديد من المشاكل داخل تركيا، مشيراً إلى أن أردوغان يعاني 3 مشكلات داخلية ستدفعه للتخلص من الإخوان، أولها خسارته ولاية إسطنبول أمام المعارض التركي أكرم أوغلو، و3 ولايات أخرى بتركيا، وهي أكبر ضربة لأردوغان منذ 17 سنه، وهو ما يؤكد خسارته للشارع بصورة كبيرة.
وأضاف لـ«الاتحاد»، أن أردوغان يعاني أيضاً انشقاقاً في حزبه «العدالة والتنمية»، لافتاً إلى انشقاق عبدالله جول رئيس الجمهورية السابق، ورئيس الوزراء الأسبق وزير الاقتصاد الأسبق عن حزب العدالة والتنمية وفي طريقهم لتشكيل حزب جديد، بالإضافة إلى الانخفاض الموجود في قيمة الليرة التركية، والتدهور الكبير الذي يشهده الاقتصاد التركي، مشدداً على أن هناك عقوبات ستفرض كبيرة على تركيا بسبب صورايخ «اس 400» الروسية، وأيضا عقوبات من دول الاتحاد الأوروبي بسبب تنقيب تركيا في المياه الاقتصادية لقبرص، وهو ما سيدفع أردوغان للتخلص من عناصر الجماعة هناك، في ظل انقلاب الشارع التركي عليهم وتصريحات المعارضة بضرورة التخلي عنهم.
المصادر التى تحدثت لـ«الاتحاد» أكدت وجود صراع بين العاملين بقناة الشرق وأيمن نور، بسبب تأخر صرف مستحقاتهم المالية، إضافة إلى انخفاض قيمة رواتبهم على الرغم من الدعم الضخم الذي تقدمه قطر إلى القناة ويذهب إلى جيوب كبار أعضاء الجماعة.
وقال إبراهيم ربيع الإخواني المنشق، إن نجاح القيادي في المعارضة أكرم أوغلو في الانتخابات المحلية في إسطنبول ضيقت الخناق على تركيا، مشيرا إلى أنه يعلم أن الوجود الإخواني بالنسبة لهم في تركيا خطر، مؤكدا أن دول منطقة الأوروأسيوي مقتنعة بخطورة الإخوان ومنهج الإخواني العنفي والإهرابي وأنه تنظيم سري لا يمكن السيطرة عليه، مشيراً إلى أن بعض الدول تستعمل التنظيم كرأس حربه لضرب الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وخاصة المنطقة العربية، وأن تركيا أحد المكلفين في إثارة الفوضى في العالم العربي، لافتا إلى أن الإخوان يعتبرون أن أردوغان ابن من أبناء التنظيم، والأولى أن يؤويهم، ويستفيد من استثماراتهم. وأضاف ربيع أن أي قيادة جديدة غير أردوغان سيكون أول بند في أجندتها السياسية هو القضاء على الإخوان وإبعادهم، لافتا إلى أن أكرم أوغلو منافس ومعارض لتوجهات حزب العدالة والتنمية حول الإخوان، موضحاً أن أردوغان وحزبه حرصوا على تفريغ منصب محافظ إسطنبول من أدواته وصلاحياته بعد فوز أكرم أوغلو بالمنصب.

Advertisements

قد تقرأ أيضا