الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

أمريكا الديكتاتورية

سقطت ورقة التوت الأمريكية، فكشفت عن زيف ديمقراطيتها التى طالما تشدّقت بها، مباهية بها العالم. نزع برقع الحرية عن عراقة الجامعات الأمريكية التى تتصدّر جامعات العالم فى مكانتها العلمية. كانت عملية «طوفان الأقصى» كاشفة لما وراء ستار الكذب والخداع الأمريكى عن حرية التعبير وديمقراطية الفكر وتقبّل الآخر.

بعدما اندلعت فى غالبية دول العالم مظاهرات مؤيدة لحق الفلسطينيين بالعيش فى سلام ورفض الهمجية الصهيونية التى تدمر الأخضر واليابس فى قطاع غزة، والتى تقتل الطفل والمرأة وتغتال المدنى، كان لشباب الجامعات الأمريكية موقف إيجابى تجاه مساندة هؤلاء الضحايا، فخرجوا يعبّرون عن رفضهم هذا فى أعرق الجامعات.

تابعت وسائل الإعلام الموقف وأظهرته فى صفحاتها ونشراتها الرئيسية فانزعجت إسرائيل وحرّكت اللوبى الصهيونى فى أمريكا لتهديد القائمين على تلك الجامعات، وابتزازهم حتى يتوقفوا عن السماح للطلاب بالمظاهرات والتعبير عن مساندة فلسطين وتخويف الآخرين، حتى لا يكرّروا الموقف نفسه.

مارس اللوبى الصهيونى دوره المعتاد ودفع الكونجرس للتحقيق مع رؤساء جامعات هارفارد وبنسلفانيا ومعهد إم آى تى. فى جلسة التحقيق مارست رئيسة اللجنة دورها متلبسة دور السيناتور جو مكارثى فى خمسينات القرن العشرين. كان «مكارثى» يفتّش فى الضمائر والنوايا ويضع ضحاياه ممن يوقع بهم سوء الحظ تحت أنيابه ويتلذّذ بمشاهدة عذابهم.

مارست رئيسة اللجنة فى الكونجرس الدور نفسه الذى وضع أمريكا والعالم فى ذلك الوقت على سطح من الصفيح الساخن. كان «مكارثى» متزلفاً للجماهير وكاذباً أشر، وأراد تحقيق طموحه السياسى بإثارة الاتهامات ضد شخصيات مشهورة، ووصل الأمر إلى أن خضع له رئيسان لأمريكا هما ترومان وآيزنهاور خشية منه ومن الرأى العام الذى أيده مجسّداً صورة حقيقية لغوغائية الجماهير.

بدأ «مكارثى» منهجه بأن أعلن أن الشيوعيين يسيطرون على وزارة الخارجية الأمريكية، وأنه يعرف 205 أشخاص منهم، وأن الوزير أيضاً يعرفهم، ولكنه يتستّر عليهم. بمجرد أن أعلن «مكارثى» ذلك التهب المسرح السياسى الأمريكى وعُقدت لجان برلمانية للتحقيق فى ما أعلنه «مكارثى» الذى كان نكرة قبل أن يتصدّر الساحة السياسية.

استنزف «مكارثى» وقت وجهد الكونجرس والرأى العام والإدارة الأمريكية لسنوات، متهماً شخصيات من الفنانين والأدباء والمفكرين والعلماء بأنهم شيوعيون وعليهم أن يثبتوا عكس ذلك، وكان من هؤلاء الفنان الكوميدى الأعظم شارلى شابلن الذى غادر أمريكا بلا عودة بعد إفلاته من العقوبات، ورحل إلى سويسرا ليستكمل حياته هناك.

صارت المكارثية صكاً يطلق على كل من يفتش فى النوايا والضمائر ويحاكم الناس على أساسها. مارست رئيسة لجنة الكونجرس الدور نفسه بعد ما يزيد على 60 عاماً من المكارثية الأصلية، وهو ما يؤكد أن جينات المكارثية ما زالت تترعرع وتحيا. كانت أسئلة رئيسة اللجنة نوعاً من تحقيقات الأجهزة الأمنية وليست تحقيقاً برلمانياً يهدف إلى الوصول إلى الحقيقة. كانت تضغط على رئيسات الجامعات الثلاث مستهدفة استنطاقهن بما ترغب وترضى به اللوبى الصهيونى. لم تكن تسعى إلى تصحيح أوضاع جامعية أو أمر من هذا السلوك وإنما أرادت توجيه رسالة إلى كل من تسول له نفسه أن يؤيد فلسطين وحقوق شعبها، حتى لو كان الظلم والقهر الصهيونى مجسّداً أمام العالم كله.

من الأسئلة التى وجهتها لهن: ما معنى كلمة «انتفاضة»، وللأسف عجزن عن تعريفها وشرحها، فأجابت هى بأن الانتفاضة تعنى المطالبة بإبادة اليهود ومحو إسرائيل. بإجابتها وضعت تعريفاً سيستمر كثيراً داخل أوراق رسمية فى الكونجرس يُلجأ إليه كلما أريد ذلك.

ادّعت لجنة الكونجرس أن كلودين جاى رئيسة جامعة هارفارد يشوب رسالتها العلمية استعانتها بمصادر غير محقّقة وأنها نقلت أجزاءً من رسائل أخرى، وهو ما يثير التساؤل عن غياب هذه المعلومات عند تعيينها رئيسة لأكبر وأشهر جامعات العالم حالياً، وهى أول سيدة من أصل أفريقى تتولى رئاسة هذه الجامعة العريقة منذ تأسيسها عام 1636. وإذا كانت «جاى» متهمة فى رسالتها، فما تهمة رئيستى الجامعتين الأخريين؟

إن ما يتردد عن حرية التعبير والديمقراطية فى أمريكا أمر يحتاج إلى تدقيق كبير، فهناك من يستعيد المكارثية، وهناك من يمد نشاطه إلى حقبة أبعد من ذلك، حقبة محاكم التفتيش بأوروبا فى العصور الوسطى.

كانت المظاهرات فى الجامعات الأمريكية حجراً ألقى على الوجه القبيح للصهيونية حولته قوى اليمين الأمريكى إلى معاداة للسامية والصهيونية حتى تتخلص من فورة الشباب والتأثير على الرأى العام لصالح القضية الفلسطينية.

رفعت رشاد – الوطن نيوز

f13dec60c6.jpg

كانت هذه تفاصيل خبر أمريكا الديكتاتورية لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا