بهدف إثراء النشاط الفكري والثقافي في الدولة دشن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى دار الوثائق القطرية التابعة للديوان الأميري، والتي تعمل على جمع وحفظ الوثائق والمحفوظات وطريقة الإشراف عليها، حيث تختص الدار أيضا بتحديد كل ما له قيمة تاريخية من الوثائق الموجودة في حيازة الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى أو الأشخاص، وغيرها من الوثائق والمحفوظات الموجودة في الخارج، وتحديد آليات حصول دار الوثائق على هذه الوثائق والمحفوظات ونقلها إليها، أو الحصول على نسخ أو صور منها.

لهذا أرى أن افتتاح دار الوثائق القطرية يعتبر خزانا معرفيا لتدوين المعلومات والارث الشفاهي والمادي من مخطوطات يمتلكها أهل قطر على وجه التحديد، حيث مازالت إلى وقت قريب جداً المصادر والمعلومات الموثقة تعود مرجعيتها إلى مصادر علمية أجنبية، لهذا دعت الحاجة إلى تأصيل التوثيق وتعزيز المبادرات المؤسساتية والفردية لتدوين وتسجيل الروايات وحفظ المخطوطات التي تحفظ ثقافة الدولة سياسياً، اقتصاديا، اجتماعيا وتاريخياً وغيرها.

وهنا أؤكد على أهمية علم التوثيق والأرشفة لحفظ التاريخ وتنظيم ودقة المعلومات للأجيال القادمة، مع ضمان تسهيل الرجوع لتلك المعلومات مستقبلاً للباحثين والدارسين والمهتمين وعامة الجمهور وهذا ما يسمى بعلم إدارة المعرفة، كما أرى أن تدشين دار الوثائق القطرية فرصة هامة للباحثين للبدء في التفكير في إعداد كتب ودراسات خاصة بتاريخ قطر على وجه التحديد بناء على المراجع والدراسات والوثائق المتوفرة لديهم، باختصار دار الوثائق القطرية ستكون علامة فارقة في حفظ الارث الثقافي القطري.

أرى أن الدور الكبير الذي سيقع على دار الوثائق القطرية والجهات المتعاونة والشريكة معها ستتمثل في تبني المبادرات الفردية والمؤسساتية التي تدعم حفظ التراث الوطني من كل تزييف أو تشويه، لذا من الضروري تبني وتأسيس كوادر وطنية معنية بالبحث والتحقيق والتوثيق ورصد التراث المادي وغير المادي والوصول إليها بالتعاون مع الجميع بعد إدراك كل الأطراف بأهمية الدور المنوط لدار الوثائق القطرية.

كما أرى أيضاً من الضروري أن أقدم دعوة من خلال سطوري لجميع من يمتلك وثائق ومخطوطات نادرة وألبومات صور تُثري الساحة الثقافية والرصيد التاريخي وتساهم في تدوين وكتابة تاريخ قطر بالشكل الصحيح إلى إيداع كل تلك الوثائق للتحقق منها وأرشفتها والاحتفاظ بها بشكل رسمي وتنعكس فيما بعد على أعمال الباحثين والكتاب والدارسين بما يخدم الساحة الثقافية في قطر والعالم.

صوت:-

يقال (إن لم توثقه فأنت لم تفعله) وكم هو قول صادق فالتاريخ إن لم تحافظ عليه بتدوينه وتوثيقه ورصده فهو أقرب للضياع، لهذا من الأهمية أن يتم توحيد الجهود لحفظ المعلومات وتكوين أرشيف وطني موحد من خلال دار الوثائق القطرية.

د. عائشة جاسم الكواري – الشرق القطرية