اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

أحلامنا تكبر مع أعمارنا

  • 1/2
  • 2/2

الأحلام كالأجنة، تبدأ صغيرة، ثم تبدأ في فك القماط لتبرز في الوجود شابة يافعة واعدة تكبر مع أعمارنا، وقد تتوارى في بعض مراحل العمر خلف عباءة النسيان، أو قد تعرقلها كبوات كأنها الحفر السوداء، ولكنها ما إن تصطدم ثانية بعلامة زاهية حتى تشرق إشارة زمن ما مر من زاوية العمر، فتبدو كبيرة تغرف من المشاهد والصور والأحداث، ما يجعلها كإنسان خلع قميص العلل، واستهل زمنه الجديد يحدق في السماء الصافية ويعد النجوم، كما يحصي سنوات العمر التي مضت، والتي اجتازت مراحل ما قبل الأحداث التي طرأت وتمادت في الضجيج.

نحلم ونحلم وتكبر أحلامنا معنا كما تكبر عصافير الخيال، تكبر أحلامنا كما تنمو أشجار المنزل، وتجمع شتات الأيام، تجمع الأعشاش، وتضم الأجنحة بين أغصان وأشجان، وها نحن الآن في قاطرة العمر نلف ملاءة الشتاء والصيف يتبعهما الخريف والربيع على حد سواء، كلما نصل عند رابية نجد أحلامنا تقف عند ربوة، وتتطلع إلى هذا الإنسان الذي كان وكان، وها هو الآن يحني ظهر أشواقه على زمن ربما لا يكون زمنه، ولكنه في الأحوال كلها يظل الإنسان في دائرة الزمن نقطة ارتكاز كل ما جرى، وكل ما يجري، والأزمنة كلها تتوالى على خيط ممدود منذ الميلاد وحتى آخر لحظة في العمر، والأحلام هي السرد الأبدي في أبجدية النهار والليل، الأحلام هي الوشوشة التي تملأ الأسماء، وهي الومضة التي تسكن تحت الجفون، وما زلنا نتساءل: لماذا لا تذبل شجرة الأحلام؟، ولا ندري أن الإنسان بشحمه ولحمه ليس إلا فكرة أتت من أقاصي الوجود، ونمت وترعرعت وازدهرت وأزهرت إلى أن ذبلت، ولكنها تظل في المحيط زعنفة ترفرف سعياً للحياة، وابتغاء لتكوين مملكة الحياة، وحتى وإن تهاوت الجدران وسقطت الأوراق، يطل الإنسان ابن الفكرة الأزلية، الإنسان وليد حلم بدأ منذ نعومة الأظفار، ولم يزل يحلم ويحلم، لأنه من دون الأحلام يبقى شجرة جرداء ووعاء خاوياً وبئراً معطلة وصحراء تجر أذيال خيبتها تحت لظى اللهيب السماوي.تشعر بقيمة الحلم، عندما تستدعي الخيوط القديمة، وعندما تستدرج الصور الباهتة، وتبدأ أنت في المشهد حلقة غير مفرغة، أنت السيف المغمد في رمال الزمن تخرج كلوتس تزهر لمجرد قطرة من مطر، لمجرد ترنيمة من غيمة طارئة.

قد يكون وجهٌ ما يدق أجراس الذاكرة، فتنز عرقاً من تعب الأحمال الماضية، وتشعر أنك فتحت نافذة قديمة، أمطرتك حلماً قد يكون حزيناً أو مفرحاً، ولكن في نهاية المطاف تنتابك القشعريرة، وتغيب في عالم خيالي ينضح مياهاً تغرقك، وسيلاً يطوف على نخيلك، ويجعله يسبح في بحيرة من أحلام تبرز وكأنها حدثت للتو.
هكذا أنت أيها المترجل على تراب مراحلك الفائتة، هكذا أنت أيها الكائن الغريب، القريب من الحلم كما هي الجدران القديمة المتداعية سهواً على ضلوع الزمن، كما هي الأزقة الرملية المنكسرة تحت قدميك، مثل زجاجة أطاحتها أيدٍ عبثية فتناثرت غياً، وأذى تحت أقدام حافية.

علي أبوالريش – صحيفة الاتحاد
5aaa4d2046.jpg

كانت هذه تفاصيل خبر أحلامنا تكبر مع أعمارنا لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا