الارشيف / اخبار العالم

قلق غربي من تزايد وتيرة هجمات «داعش»

ابوظبي - سيف اليزيد - دينا محمود (لندن)

قرع إعلان تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن شن نحو 30 هجوماً شهدتها مناطق مختلفة من العالم في وقت سابق من الشهر الجاري، أجراس الإنذار لدى دوائر الأمن والاستخبارات في عدد من عواصم الدول الكبرى، وسط مخاوف من أن يكون التنظيم قد عاد إلى الحياة بالفعل، بعد سنوات من الخمول.
واعتبر خبراء مكافحة الإرهاب، أن تلك الاعتداءات، التي وقعت على مدار 24 ساعة فحسب وشملت تفجيريْن إرهابيين ضربا إيران وأوقعا نحو 100 قتيل بجانب هجمات أخرى في أنحاء متفرقة من أفريقيا وآسيا، تنذر بأن فترة الهدوء التي نعمت بها الدول الغربية، منذ أن دُحِرَ «داعش» في العراق وسوريا قبل عدة أعوام، ربما تكون قد شارفت على الانتهاء.
وبدت هذه الهجمات، تأكيداً على تزايد خطورة جناح هذا التنظيم الإرهابي في أفغانستان، المعروف باسم «داعش - خراسان»، خاصة بعدما وسع رقعة استهدافه وعملياته، لتشمل دولاً آسيوية، من بينها بنجلاديش وميانمار وسريلانكا وقيرغيزستان وجزر المالديف، فضلاً عن تبنيه اعتداءات نُفِذَت في مناطق أخرى من العالم. ويرى متخصصون في شؤون الجماعات الإرهابية والمتطرفة، أن الاعتداءات الأخيرة تثير تساؤلات مثيرة للقلق، بشأن كيفية تمكن «داعش - خراسان» من تعزيز قدراته، لدعم منفذي هجمات إرهابية، في بقاع بعيدة عنه جغرافياً مثل دول أوروبا، ما يشير إلى أنه ربما نجح في التكيف مع الضغوط الناجمة، عن الحملات الأمنية التي يتعرض لها، كما فعل تنظيم «القاعدة» من قبل.
ومن بين العوامل التي تثير مخاوف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الغربية أيضاً في الوقت الحاضر على هذا الصعيد، قدرة تنظيم «داعش» بوجه عام، على تجنيد من يُعرفون بـ «الذئاب المنفردة»، وهم الإرهابيون المستعدون للعمل بشكل منفرد، من دون تلقي دعم مادي من التنظيم، أو أن يكونوا تابعين بشكل مباشر لهيكله القيادي، وهو ما يزيد من صعوبة الرصد المسبق لهم، وإحباط مخططاتهم.
ويقول الخبراء إنه على الرغم من تراجع وتيرة عمليات التنظيم في أفغانستان ومحيطها، فإن ذلك يترافق مع تصاعد خطورته في مناطق أخرى، ما يمثل مؤشراً ينبغي أن يحظى باهتمام الدوائر الأمنية في الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.
فوفقاً للخبراء، توجب هذه التطورات، أن تتحلى بُلدان الغرب بالحذر، من محاولات «داعش» استغلال التوترات الإقليمية وفترة القلاقل الحالية في الشرق الأوسط، لإحياء مطامعه، في إعادة تأسيس «خلافته المزعومة»، التي تفككت خلال العقد الماضي. وفي تصريحات نشرتها صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، حذر الخبراء الأمنيون، من أن عدم وقوع هجمات إرهابية في أوروبا حتى الآن، قد لا يعود لعدم بذل «داعش» جهوداً كافية على هذا الصعيد، وإنما لأن أجهزة الأمن في القارة، لا تزال متيقظة لمحاولات هذا التنظيم الوحشي ضرب المصالح الغربية.

Advertisements

قد تقرأ أيضا