ابوظبي - سيف اليزيد - شعبان بلال (واشنطن)

في أول استطلاع بعد إعلان كامالا هاريس ترشيح نفسها بديلاً لجو بايدن بعد الانسحاب من السباق الانتخابي، كشف تحليل لـCNN عن تفوقها على الرئيس الحالي في مواجهة دونالد ترامب المنافس «الجمهوري» القوي.
واعتمد استطلاع CNN على أداء هاريس في «مباراة افتراضية» مع الرئيس السابق دونالد ترامب بالمقارنة مع جو بايدن، بشكل عام، حصلت هاريس على دعم بنسبة 45% مقابل 47% لترامب بين الناخبين المسجلين على مستوى البلاد، فيما تخلف بايدن عن ترامب بفارق 6 نقاط في نفس الاستطلاع.
لكن ما هي أهم الملفات التي تحسم السباق بين ترامب وهاريس؟ قال حازم الغبرا المستشار السابق في الخارجية الأميركية إن كامالا هاريس ستتبنى أجندة بايدن بالكامل مما يجعلها غير مميزة بالنسبة للناخبين الذين يبحثون عن التغيير، كما أن إحدى النقاط التي أثارت الجدل هي افتقار هاريس للكاريزما وهو عنصر مهم لجذب الناخبين.
وأضاف لـ«الاتحاد» أن بعض النقاد في واشنطن أشاروا إلى مواجهتها تحديات داخلية، فيما يستغل الرئيس السابق دونالد ترامب الوضع لصالحه. حملة ترامب الانتخابية تطرح تساؤلات حول حالة بايدن الصحية ولماذا تم إخفاء تفاصيلها عن الجمهور، هذه التساؤلات قد تؤثر على مصداقية هاريس باعتبارها نائبته الأقرب.
وأشار إلى أن اليوم يتركز اهتمام الناخب الأميركي على القضايا الاقتصادية والوضع الاقتصادي للبلاد، بالإضافة إلى قضايا الحدود والهجرة غير الشرعية. في هذه الملفات، يظهر ترامب كخيار أقوى وأقدر خاصة عندما يتعلق الأمر بالقوة الأميركية على الساحة العالمية.
وقال إن الاقتصاد هو المفتاح الأساسي للفوز بالبيت الأبيض، وهنا يظهر ترامب كمرشح قوي قادر على استغلال هذا الملف لصالحه. الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار الانتخابات الرئاسية القادمة، والقرارات التي ستتخذها هاريس وحزبها ستكون محورية في هذا السياق.
من جهته، قال مهدي عفيفي عضو الحزب «الديمقراطي» الأميركي إن هاريس على معرفة بالعديد من الملفات المهمة وتتوافق رؤيتها مع الاتحاد الأوروبي وحلف «الناتو»، وهو مصدر قوة لها بالمقارنة بترامب الذي يواجه خلافات كبيرة مع الحلف والاتحاد الأوروبي.
وأضاف لـ«الاتحاد» أن خلفية هاريس «الديمقراطية» تتفق مع رؤية كبار الحزب الذين أعلنوا تأييدها بالفعل على مدار الأيام الماضية ومن المتوقع أن تحظى بتأييد الحزب في المؤتمر العام خلال شهر أغسطس المقبل لخوض انتخابات الرئاسة.
ومن واشنطن، قال المحلل السياسي أندرو جوزيه، إن بعض أهم القضايا الحاسمة بين ترامب وهاريس ستتمثل في حق حمل السلاح والإجهاض للسيدات حيث اتخذ ترامب موقفاً مؤيداً بشكل واضح لحمل السلاح الأمر الذي جذب الناخبين المحافظين وفي الوقت نفسه لم تعط إدارته الأولوية لإجراءات مهمة للسيطرة على الأسلحة.
وأضاف لـ«الاتحاد» أن هاريس تأخذ موقفاً مغايراً بشكل تام، حيث تشرف بصفتها نائب للرئيس على مكتب البيت الأبيض لمنع العنف الذي أنشأه الرئيس بايدن بموجب أمر تنفيذي ودعت إلى حظر البنادق الهجومية.
وأشار إلى أنه تاريخياً، اتخذ ترامب موقفاً مؤيداً للحياة، وهو ما يجذب الناخبين المحافظين.
وبصفتها الشخص المسؤول عن الإجهاض في إدارة بايدن، دافعت هاريس عن حقوق الإجهاض بما في ذلك تكريسها في القانون. أما بالنسبة للعمر، فمن المرجح أن تظهر هاريس نفسها كمرشحة شابة ومفعمة بالأمل.