اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

دع الهلع.. وابدأ الحياة مع ابتكار صنعه الإنسان

خلق الله الإنسان على أكمل صورة في الفكر والإبداع، وعلى مر العصور كان الإنسان هو العالم والمخترع والمخطط والمطور، والحاكم المتحكم على البسيطة، لما وهبنا به الله من خيرات ونعم، تبعاً لقوانين الخليقة، لا ينافسه أحد، وحتي ما قيل عن هبوط شخوص من الفضاء لتحارب الإنسان وتجرده من حقوقه اخْتِلاق، وافْتِراء وتَوَهٌّم، فلم تكن إلا مجرد خيال علمي صنعه الإنسان، وهذا يضحض ما يتردد حول ما يقال عن حلول الآلة بذكائها الاصطناعي محل الانسان، وهي من اختراعه، لقد خلق الله الإنسان خلقاً جمع بين المادة والروح، ولقد أثبتت بحوث العلماء التي تم إجراؤها على هذا المخلوق أنه مكون من جسم مادي وروح شفافة، جسم مشدود إلى الأرض وروح تتطلع إلى السماء، جسم له دوافعه وشهواته وروح تسمو به نحو الله، جسم له مطالب الحيوان، وروح لها أشواق الملائكة، ونفس لها طبيعة مزدوجة تحتوي على معنويات الخير والشر، والتقوى والفجور، وبذلك تطابقت بحوث العلماء مع ما جاء من آيات الله بالنسبة للخلق والتكوين.

ولا أعلم الهلع والخوف من الذكاء الاصطناعي، والتحذيرات المستمرة والمربكة من رواد الصناعات التكنولوجيّة وعلى رأسها رَجُلا الأعمال والتكنولوجيا إيلون ماسك وبيل جيتس اللذان بدآ ببث أسافين الرعب في العالم، مسارعين بدق أجراس الحضارة البشرية التي يتهددها التنامي المخيف والمرعب للآلة “من صنع الإنسان”، وشاركت وسائل الأعلام الي أعادت إنتاج سيناريوهات وصيغ مختلفة تم تداولها كحقائق هستيرية بلا تمحيص أو تحليل عن فعل الذكاء الاصطناعي والاستغلال الوحشي للآلة، وخلق تشوهات يفرضها الهلع المستمر منه، وتحجيم دور البشر لحساب الذكاء الاصطناعي، دون الإشارة لأمكانيات الاستخدامات الرشيدة للذكاء الاصطناعي ، وفوائده في رفع قدرات الإنسان.

هل يمكن للآلة أن تصبح أذكى من الإنسان؟ يرد جان جابريال جاناسيا: لا، هذه أسطورة مستوحاة من الخيال العلمي. ويستعرض المراحل الرئيسية للبحوث في هذا المجال، والبراعات التقنية الحالية والمسائل الأخلاقية التي تقتضي حلولا بصفة ملحّة.

فكرة الذكاء الاصطناعي ولدت من أطروحة فلسفية معقدة قدمها عالم الرياضيات الإنجليزي، آلان تورينج، عام 1950، ونشرت في النسخة 236 من مجلة “Mind” البحثية التي تاسست عام 1876 تقول مقدمتها: “هل تستطيع الآلة التفكير؟” للوصول إلى نتيجة، علينا أن نحدد معنى مصطلحي “الآلة” و”التفكير”.

من هذه الأطروحة بدأ التأسيس الفلسفي لمفهوم الذكاء الاصطناعي، الذي يشهد العالم أهم ابتكاراته اليوم. فلا تصدق أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والابتكارات المذهلة تأتي بالصدفة، ولا بقدرات خارقة لأسماء لمعت وارتبطت بما يراه العالم اليوم. فالعلم والتكنولوجيا يتقدمان بطريقة منطقية للغاية، وكل أطروحة علمية تبنى أساسا على ما سبقها من جهد بحثي. وهذا ما حصل بعد ست سنوات من سؤال العالم تورينج ، ففي عام 1956، استضاف عالم الحاسوب الأميركي، مارفن مينسكي، وأستاذ الرياضيات الأميركي، جون مكارثي، مشروع كلية دارتموث البحثي الصيفي حول الذكاء الاصطناعي في نيو هامبشير بالولايات المتحدة. في ذلك الحدث “صيغت كلمة “الذكاء الاصطناعي”، رسميا. وفي اقتراحه، قال مكارثي إن “المشروع كان من المفترض أن يستمر على أساس التخمين بأن كل جانب من جوانب التعلم، أو أي سمة أخرى من سمات الذكاء، يمكن من حيث المبدأ، وصفها بدقة شديدة، بحيث يمكن صنع آلة لمحاكاتها”.

بدأ الذكاء الاصطناعي رسميا في عام 1956 في كلية دارتموث في هانوفر بالولايات المتحدة الأمريكية، خلال انعقاد مدرسة صيفية نظمها أربعة باحثين أمريكيين: جون مكارثي، مارفن مينسكي، ناثانييل روتشستر وكلود شانون. ومنذ ذلك الحين، نجح مصطلح «الذكاء الاصطناعي» – الذي من المحتمل أن يكون قد اخترع في البداية لإثارة انتباه الجمهور – بما أنه أصبح شائعا لدرجة أنه لا أحد يجهله اليوم، وأن هذا الفرع من المعلوماتية أخذ في الانتشار أكثر فأكثر مع مرور الوقت، وبما أن التقنيات التي انبثقت عنه ساهمت بقدر كبير في تغيير العالم على مدى الستين سنة الماضية.

لقد شهد الذكاء الاصطناعي العديد من التطورات خلال فترة وجوده القصيرة. ويمكن تلخيصها في ست مراحل. في بادئ الأمر، مع نشوة الابتكار والنجاحات الأولى، انجرّ الباحثون في تصريحات مبالغ فيها نوعا ما، استُهدفوا على إثرها بانتقادات كثيرة. وعلى سبيل المثال، في عام 1958، صرّح الأمريكي هيربرت سايمون، الذي حاز في وقت لاحق على جائزة نوبل للاقتصاد، أنه في غضون عشر سنوات ستصبح الآلة بطلة عالمية في لعبة الشطرنج، إذا لم يتمّ استبعادها من المسابقات الدولية، وبحلول منتصف الستينيات، تعثرت وتيرة التقدم. وتمكن طفل في العاشرة من العمر من التغلّب على جهاز كمبيوتر في لعبة الشطرنج عام 1965.

وأشار تقرير أصدره مجلس الشيوخ الأمريكي سنة 1966 إلى القيود المتأصلة في الترجمة الآلية. فتعرّض الذكاء الاصطناعي لدعاية سلبية لمدة عشر سنوات. ورغم ذلك لم تتوقف البحوث، لكنها أخذت اتجاهات جديدة. وانصب الاهتمام على علم النفس المتعلق بالذاكرة وعلى آليات الفهم لمحَاولة محاكاتها على الكمبيوتر، كما تم الاهتمام بدور المعرفة في التفكير المنطقي. إلّا أن نجاح مصطلح «الذكاء الاصطناعي» يرتكز في بعض الأحيان على سوء فهم عندما يشير إلى كيان اصطناعي موهوب بالذكاء، ومن ثم، قادر على منافسة الكائنات البشرية. هذه الفكرة التي تحيل إلى الأساطير والخرافات القديمة، مثل أسطورة جوليم ، أُعيد إحياؤها مؤخرًا من قبل شخصيات معاصرة مثل عالم الفيزياء البريطاني ستيفن هوكنج (1942-2018) أو رجل الأعمال الأمريكي إلون ماسك، ومن قبل المفكر المستقبلي الأمريكي راي كورزويل أو أنصار ما يسمى اليوم الذكاء الاصطناعي القوي، أو العام، وتسمية “الذكاء العام” لا يصح استخدامه لأنه يشهد فقط على خيال مفعم، يستلهم من الخيال العلمي أكثر من الواقع العلمي الملموس الذي أثبتته الاختبارات والملاحظات التجريبية، بناءً علّى وجهة نظر جون مكارثي ومارفن مينسكي، كما هو الحال بالنسبة للقائمين الآخرين وزملائهم، كان الذكاء الاصطناعي يهدف في البداية إلى محاكاة كل واحدة من مختلف قدرات الذكاء، بواسطة الآلات، سواء كان ذكاء بشريا أو حيوانيا أو نباتيا أو اجتماعيا أو تصنيفا تفرعيا حيويا. وقد استند هذا النظام العلمي أساسا إلى افتراض أن جميع الوظائف المعرفية، ولا سيما التعلّم، والاستدلال، والحساب، والإدراك، والحفظ في الذاكرة، وحتى الاكتشاف العلمي أو الإبداع الفني، قابلة لوصف دقيق لدرجة أنه يمكن برمجة جهاز كمبيوتر لاستِنساخها. ومنذ وجود الذكاء الاصطناعي، أي منذ أكثر من ستين سنة، ليس هناك ما يفند أو يثبت بشكل قاطع هذه الفرضية التي لا تزال مفتوحة وخصبة في آن واحد.

بعد معرفة حكاية الذكاء الاصطناعي وصناعة، لا داعي للقلق، فلن يتسبب في نهاية الجنس البشري على الأرض كما يروج البعض، من المؤكد أن عملية “التدمير الإبداعي” التي أطلقها الذكاء الاصطناعي التوليدي ستلغي الحاجة إلى العمالة البشرية فيما يتعلق بالعديد من مهامها الحالية، لكن على المتشائمين أن يتذكروا أن التدمير الخلاق يقوم بالإنتاج مثلما يقوم بالتدمير . وينبغي على صناع السياسات عمل المزيد لمساعدة العمال الذين يواجهون التعطيل عن العمل المرتبط بالذكاء الاصطناعي، وتعزيز شبكة الأمان الاجتماعي.

ولهذا دع الهلع.. وابدأ الحياة مع ذكاء من صنع الإنسان للخير وليس للشر.

مودي حكيم – بوابة روز اليوسف

كانت هذه تفاصيل خبر دع الهلع.. وابدأ الحياة مع ابتكار صنعه الإنسان لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا