اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

آه.. لو كنت رئيسا !

من نِعم الجمهوريات، والديموقراطية منها على الخصوص، أنها تمنح مواطنيها، أي مواطن منها، فسحة من الحلم، بأن يكون رئيسا. ومن نِعم النصائح الإسلامية، أن الفرد المؤمن بإمكانه أن يمارس رئاسته ومسؤولياته في أي مكان كان، حتى على رأس أسرته الصغيرة، ينجز فيها مؤسساته ويسهر على تحقيق مشاريعه، فيكون صورة مصغرة لمجتمعه ولدولته إن كانت في قمة الصلاح، تحت العنوان الإسلامي الخالد والواجب تطبيقه: “ألا كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيّته”.

ومن مآسي الأنظمة الملكية التي يحكم فيها الملك أو الإمبراطور ويملك، أن الحكم محصور، بين أفراد عائلة واحدة، تورثه لأبنائها، مهما كانت مداركهم ونزواتهم وأحيانا أعمارهم.
ويمكن للجزائر أن تفتخر، بكون منصب الرئيس، لم يكن أبدا محصورا في منطقة أو في طبقة اجتماعية، لا يقترب منه بقية الأفراد.

وقراءة السيرة الذاتية للمترشحين للرئاسيات الثلاثة، من مشوار دراستهم، إلى مسقط رأسهم، إلى انتماءاتهم الحزبية، تؤكد أن الجزائر، لا تختار رئيسا لها، إلا إذا كان معجونا بقيم شعبها وتواضعه، وحتى الذي يظن نفسه أنبل من الناس وأرقى منهم، يدرك سريعا، أن المكان ليس مكانه، والزمان تجاوزه.
أذكر أن صحيفة الشروق العربي، أجرت قبل ثلاثين سنة تقريبا، استطلاع رأي، مع مئة فرد من المجتمع، من أعمار مختلفة وتوجهات ومستويات متباينة، ومن الجنسين، تحت عنوان: “ماذ لو كنتَ رئيسا؟ وما هو أول قرار تتخذه؟”. وبقدر ما كانت الردود على سؤال الاستطلاع طريفة جدا وبريئة أيضا، بين من يحلم بأن يجعل طعام الجزائريين يوميا من السمك بأنواعه، وبين من يفكر في فتح مستشفيات راقية يسترجع بها أدمغة الجزائر من الأطباء المهاجرين في الخارج، بقدر ما أبان أن بإمكان الجزائري أن يبني دولته الصغيرة في محيطه الصغير، وينشئ لدولته الصغيرة اقتصادا وبنوكا وبورصة وقيما وأخلاقا، فلا ينتظر من بلديته أن تنظف المدينة، فينظف هو محيطه، ولا ينتظر من مصالح الغابات أن تشجر محيطها، فيغرس هو الزهور والأشجار حوالي بيته، ولا يشتكي صيحات الكلام البذيء، فيزرع هو الأخلاق بين أولاده وأهله، لأن المدينة الفاضلة، التي حلُم بها أفلاطون قبل ميلاد المسيح، ومازال يحلم بها الناس في 2024 بعد ميلاد المسيح، لا يمكن أن يبنيها زعيم، لوحده.

يتطلع الجزائريون بعد أيام قليلة إلى مخرجات وإفرازات الحملة الانتخابية، وما يقدمه صندوق الاقتراع، وهم قادرون على مساعدة الرئيس المنتخب، بإنجاح مشاريعهم الأسرية، وتحقيق أنجح معادلة لبناء الدولة الحقيقية التي أقرها الحديث الشريف المتفق عليه: “أَلا كلكُم راعٍ، وَكلكم مسؤول عنْ رعيَّته، فالأمِيرُ الَّذِي علَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرجلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤولَةٌ عنهُمْ، وَالْعبدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سيِّده وَهو مسؤول عنهُ، أَلا فكلُّكُمْ رَاعٍ، وَكلكم مسؤول عنْ رعِيّته”.

عبدالناصر بن عيسى – الشروق الجزائرية

nasser_217870861.jpg?resize=48,48

كانت هذه تفاصيل خبر آه.. لو كنت رئيسا ! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا