الارشيف / اخبار السعوديه

تعرف على تفاصيل قصة المواطن الكويتي "بدر المطيري " الذي سجن ظلماً في قضية مخدرات بسبب "جواز سفر"

صحيفة الخليج 365: كشف المواطن الكويتي " بدر المطيري " قصة سجنه ظلماً لمدة عام و 8 أشهر، بعدما قام شخص بانتحال هويته عبر تزوير صورة جواز سفره، الأمر الذي تسبب في سجنه بقضية مخدرات ليس له ذنب فيها.

نقطة تفتيش

ووفقاً للقاء المطيري في بوكاست محفوف، فقد بدأت قصته عام 1999 وهو كويتي الجنسية وكان حينها عمره 28 عام تقريباً، وفي هذه السنة كان يستعد بدر المطيري لزفافه ومنشغل في تحضيراته مع الأهل والأصدقاء.

‏وفي أحد الأيام حينما كان بدر في سيارته مع نسيبه ووصلوا إلى منطقة تدعى "بيان" في الكويت، أوقفوه في نقطة تفتيش ولما عاينت الشرطة هوية بدر المطيري قررت القبض عليه وسط دهشة بدر ونسيبه، وبعدما توجهوا إلى قسم الشرطة تم التحفظ على بدر.

‏في هذا الوقت كان بدر متفاجئ ولم يفهم أي شيء مما حدث معه، خاصة أنه كان يحضر لزفافه، وبعد القبض عليه أكد لهم أنه بريء، وكانت الصدمة لـ بدر وأسرته عندما قال لهم مدير إدارة التنفيذ أن محكومية بدر 7 سنوات، مشيراً إلى أنه صدر عليه حكم بـ 5 سنوات بتهمة تعاطي مخدرات وسنتين لأنه بعد القبض عليك هرب من الشرطة، وظل بدر يبكي بعد معرفته بالأمر وقال الأمر خطأ .

صدمة نفسية

‏بعد ساعات معدودة تم نقل بدر المطيري من إدارة التنفيذ إلى السجن رسمياً، وكان في صدمة نفسية لأنها أول مرة يدخل السجن، وظل جالساً لمدة شهر ونصف عند باب السجن من الصدمة، لكن استمر سجنه لمدة سنة وفي هذه الفترة لم يتم الزواج وحتى أهل العروس تخلوا عنه لأنهم صدموا بالأمر وصدقوا ما حدث له بأنه مدان.

حاول بدر أن يخرج من السجن ليتحدث مع محامين ولكن عندما حاول المحامون مساعدته وجدوا أن محكوميته نهائية وليس لها أي حل، وبعدها استسلم بدر للأمر وجلس في السجن لكن حالته النفسية كانت صعبة بسبب مشاكله مع المساجين وحياة السجن، لدرجة أنه كان يجلس فترة بدون طعام.

البحث عن الطعام في صحون المساجين

‏وبسبب بقائه فترة طويلة بدون طعام لأنه مندهش من وضعه الحالي وكيف تغيرت حياته، أصبح يهلوس من قلة الطعام لدرجة أنه كان يبحث عن بقايا الطعام في صحون المساجين حتى رأه مسجون اسمه سالم الشيدي وهو عماني محكوميته 15 سنة وأعطاه صحن طعامه وبعدها أصبحوا أصدقاء.

‏وحكى بدر المطيري عن معاناته في السجن، وقال عن أكثر اللحظات المؤثرة اللي مرّت عليه وهو زيارة والدته وأهله له، لدرجة أن أمه صدمت ومرضت خلال الزيارة وأصبح بدر يبكي على حالة والدته وعلى حالته.

‏استحدث في السجن نظاماً جديداً يسمى برنامج التائبين، حيث أن كل من يحفظ القرآن تنخفض مدة محكوميته وفي هذه الفترة اجتهد بدر وبدأ يحفظ القرآن حتى حفظه كاملاً وانخفضت مدة سجنه من 7 سنوات إلى سنة واحدة، ولكنه طوال الـ 6 سنوات سوف يكون تحت المراقبة الأمنية ويذهب إلى الشرطة كل جمعة للفحص.

6 سنوات مراقبة

وفعلا خرج بدر المطيري من السجن وأعتقد أنه سوف يكون حراً خلال هذة الفترة، لكنه كان سجين المجتمع، لا يجد أحداً يتقبله، وأصدقائه أصبحوا يتهربون منه، وتوقف عمله حتى انتهت الـ 6 سنوات المراقبة وبعدها ذهب إلى إدارة التنفيذ وكانت الصدمة.

وتوجه بدر المطيري إلى إدارة التنفيذ حتى يؤكد انتهاء محكوميته، وقابل المدير وأخبره أنه بريء وأنه لم يرتكب أي شيء من هذه الجرائم، لكن المدير طلب منه أن يخرج دون أن يكمل كلامه، وفعلاً ذهب بدر حتى يأخذ العهدة وهي أغراضه اللي كانت معه قبل سجنه.

وجد بدر العهدة عبارة عن ظرف مكتوب عليه اسم بدر المطيري بداخله 4 بطاقات هوية ومحفظة بها 360 دينار وجواز، يقول بدر أول ما رأيت الجواز كانت الصدمة.

اكتشاف جواز السفر المزور

‏وجد بدر جواز السفر مكتوب فيه اسمه بدر محمد خالد المطيري والرقم المدني، لكن الصورة لم تكن صورته، بل صورة شخص لا يعرفه، صدم بدر وفهم أنه تم اتهامه بجرائم شخص آخر ارتكبها واستغل جواز سفره، بدأ ينهار ويبكي ويصرخ لدرجة أن الموظفات أصابتهن الدهشة.

‏اصطحبته الموظفة رلئيس القسم وصدم أيضا، ثم اصطحبوه إلى رئيس النيابة وعندما رأى الجواز علم أن الصورة مزورة، وأكد له أنه قضى الحكم والجميع خلال الفترة الماضية لم يعطوه الفرصة لسماع قصته.

علاقة غرامية بين عيفان وفتاة

‏أما عن قصة صاحب الصورة فهو شخص اسمه "عيفان" من غير محددي الجنسية ويعيش في الكويت، وكان على علاقة مع بنت حتى اكشتف إخوان البنت العلاقة واعتدوا عليه وسببوا له جروح حتى حضرت الشرطة ووجدوا جواز الشاب "جواز بدر المطيري الذي استبدله "عيفان" ووضع عليه صورته.

‏خلال الفحص الطبي للشاب عيفان اكتشفوا تعاطيه للمخدرات وسجلت عليه القضيتين ولكن كانت باسم بدر المطيري، لكنه استطاع أن يهرب من المستشفى وقت انشغال رجال الأمن.

‏قبضت الشرطة على الفتاة وسجنت بتهمة تهريب مجرم، وبعدما عرف بدر المطيري الموضوع، أخذته الشرطة وأحضرت الفتاة وعرضوا عليها بدر عليها، وقالت أنها لا تعرفه، وتعرف صورة الشخص الموجودة في الجواز، وتأكدت الشرطة أن بدر سجن ظلماً، وأنه بريئاً، ولم يفعل شيء وظهر في برامج كثيرة يقول قصته الغريبة.

حادث سيارة وضياع جواز السفر

وفي تفاصيل أدق عن موضوع الجواز، قال بدر أن جواز السفر كان في سيارته لكنه تعرض لحادث عام 1998م وسرقت هذه الأشياء منه، واستخدمها عيفان في هذه الجرائم حتى قبضت عليه الشرطة عام 1999، وفعلا طالب بدر المطيري بحقه من الشرطة وتعويض، وفتح الملف مرة ثانية وتم التحقق من الجواز من قبل خبير.

طالب بدر باعتذار من وزارة الداخلية لكن الوزارة رفضت الأمر، حتى أنه وكل محامياً ليأخذ تعويضاً من الوزارة وكان المبلغ 250 ألف، لكن حكم القاضي له بـ 50 ألف دينار، وخلال تنفيذ الحكم حدث مع بدر موقف غريب، وهو أن الشرطة طالبته بالحضور مرة أخرى، ‏وقالوا له أن القاضي حكم له بـ 50 ألف دينار لكنه أخذ بالفعل 250 ألف، والشرطة تريد منه 150 ألف دينار.

وقال بدر أن الدولة كانت تقول أن هذا المبلغ إسراف وغلو بالنسبة له لكنه تضايق لأنه نفذ حكم ليس له علاقة به، وسجن ظلماً.

وانتشرت قصة بدر وأصبح الكل يعرفها حتى أن منصة "شاشا" قررت تحويل القصة إلى مسلسل درامي حتى يعرفها العالم.

Advertisements

قد تقرأ أيضا