السعودية - بواسطة أيمن الوشواش - تشهد المملكة تقدما مبهرا وقفزات نوعية هائلة في مختلف القطاعات، ولا سيما في ضوء رؤية المملكة 2030 وبرامجها التنفيذية التي تعمل على تحقيق الرؤية، عبر مبادرات عدة بشكل تكاملي مع أطراف قائدة وأخرى منفذة. أول هذه البرامج وأكبرها من حيث الأهداف الاستراتيجية المسندة إليه، برنامج التحول الوطني الذي يعمل اليوم على تحقيق 35% من أهداف الرؤية، بقيادة 7 وزارات، ومشاركة أكثر من 50 جهة، لتنفيذ نحو 300 مبادرة ضمن قطاعات حيوية متعددة.

المملكة قبلة العالم
تتجه أنظار العالم اليوم نحو المملكة، لنجاحها المتواصل في تنظيم موسم الحج وتقديمها أنموذجا عالميا يحتذى به في إدارة وتنظيم حشود الحجاج بكل كفاءة واقتدار، وتمكينهم من أداء مناسك فريضتهم بيسر وطمأنينة، لمنحهم تجربة روحانية مميزة، تبقى في الذاكرة، إذ تجلت روح التعاون والعمل الجماعي المشترك لبرامج الرؤية، وعلى رأسها برنامج خدمة ضيوف الرحمن، والوزارات والهيئات والمراكز في نجاح هذا الموسم، خلال تنسيق الجهود وتوحيد الرؤى لتحسين مستوى الخدمات المقدمة للحجاج، مستفيدة من خبراتها وتجاربها السابقة التي أتاحت لها نظرة أكثر شمولية وعمقا لتلبية مختلف الاحتياجات وسد الفجوات والثغرات، إذ عملت وزارة الحج والعمرة بتعاون وثيق مع وزارة الصحة، لتوفير الرعاية الطبية اللازمة، ومع وزارة الداخلية لضمان الأمن والسلامة، إضافة إلى دعم وزارة النقل والخدمات اللوجستية في تسهيل حركة الحجاج من وإلى المملكة. كما أسهمت التكنولوجيا، بإشراف وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، في توفير حلول مبتكرة لتسهيل أداء المناسك.
هذا التكامل الشامل لم يحقق فقط نجاح موسم الحج، بل أكد مجددا ريادة المملكة عالميا في إدارة الحشود المليونية، وتقديم الخدمات بأعلى معايير الجودة والاحترافية.

مهام البرنامج
في إطار أدواره ومهامه ضمن قطاعات حيوية عدة، كان لبرنامج التحول الوطني دور في نجاح الحج عبر منظومته التي أسهمت في تقديم تسهيلات وخدمات لحجاج بيت الله الحرام، أبرزها توفير مئات المتطوعين والمتطوعات لموسم الحج، وتسجيلهم عبر المنصة الوطنية للعمل التطوعي لضمان حقوقهم، وتنظيم أعمال التطوع بشكل عام، إذ انتشرت الفرق التطوعية في ساحات الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والمنافذ البرية والجوية، لتقديم العون للحجاج من جميع أنحاء العالم.
كما أسهم البرنامج في إطلاق خدمة أجير الحج، بقيادة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والتي توفر فرصا وظيفية موسمية للمواطنين والوافدين في الأماكن المقدسة لتغطية احتياج المنشآت في موسم الحج. كما تضمنت مبادرات البرنامج توفير مراكز ضيافة لأطفال الحجاج مجهزة بأنظمة أمن وسلامة، ومختصين ومختصات بكامل احتياجات الأطفال.

الأمن المائي
شملت إسهامات التحول الوطني، أيضا، أعمال ضمان الأمن المائي في موسم الحج مع وزارة البيئة والمياه والزراعة ومنظومة قطاع المياه، إذ وصلت قدرة الإنتاج اليومي من المياه المحلاة في المشاعر المقدسة إلى ما يزيد على 3.6 ملايين متر مكعب. أما النقل اليومي من المياه فقد كان عبر خطوط نقل تتجاوز أطوالها 700 كلم، وبقدرة نقل تزيد على 1.3 مليون متر مكعب. ووصل معدل الضخ اليومي في شبكات توزيع المياه إلى مليون متر مكعب يومي عرفة والعيد.
كما عمل برنامج التحول الوطني على توفير بنية تحتية متينة للاتصالات، بقيادة منظومة وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، إذ وصل عدد نقاط الـ»Wi-Fi» إلى 10,500 نقطة، إضافة إلى أبراج الجيل الخامس التي تجاوزت 6 آلاف برج بمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، لتغطية هذه المناطق بالكامل بشبكات الإنترنت السريع وتسهيل تواصل الحجاج، وسرعة وصولهم لجميع الخدمات.

البنية التحتية
يذكر أن برنامج التحول الوطني يعمل على تطوير البنية التحتية اللازمة، وتهيئة البيئة الممكنة للقطاع العام والخاص وغير الربحي في مجالات متنوعة، منها: التحول الرقمي، وتشجيع التطوع، وضمان الأمن المائي والغذائي، وحماية البيئة، وجذب الاستثمارات، وتمكين فئات المجتمع من دخول سوق العمل.