اخبار العالم

معادلة الحرب على لبنان اسرائيلياً: إرباك وظروفها غير متوفرة

على وقع حملة التهويل القائمة، بالنسبة إلى خيار شن إسرائيل عدواناً شاملاً على لبنان، قد يكون من المفيد العودة إلى بعض المعطيات المرتبطة بالواقع الداخلي في تل أبيب، لفهم حقيقة ما يُطرح على هذا الصعيد، لا سيما أن الأجواء الحالية تؤكد أنها مردوعة، أكثر من أي وقت سابق، عن الإقدام على خطوة من هذا النوع، على عكس ما يتمّ الترويج له في بعض وسائل الإعلام، إلى جانب تلك المرتبطة بالظروف المحيطة بهذه الجبهة.

في هذا السياق، لا تزال الكثير من علامات الإستفهام تُطرح حول قدرة الجيش الإسرائيلي على الذهاب إلى مواجهة على الجبهة الجنوبية، في ظل العجز الذي يعاني منه، منذ السابع من تشرين الأول الماضي، على تحقيق أي إنجاز يذكر على مستوى الجبهة القائمة في قطاع غزة، وهو ما قاد إلى تعميق الأزمة الداخلية، خصوصاً على مستوى العلاقة بين المؤسستين السياسية والعسكرية.

بالنسبة إلى العديد من المحللين الإسرائيليين، الجيش غير قادر، بالرغم من كل الدعوات الإعلامية إلى شن عدوان على لبنان، على الذهاب إلى خطوة من هذا النوع، خصوصاً بعد أن أظهر "حزب الله"، خلال المواجهات الحالية، القدرة على إحداث أضرار كبيرة في الداخل الإسرائيلي، وهو ما برز بشكل أساسي بعد رسالة فيديو "الهدهد". في حين لا يزال المسؤولون الإسرائيليون يتحدثون عن تفضيل الذهاب إلى الحل الدبلوماسي على هذه الجبهة، بسبب عدم توفر الإمكانيات اللازمة لمعالجة الأزمة عسكرياً.

بالإضافة إلى هذه المعطيات على المستوى الداخلي، تشير مصادر متابعة، عبر "النشرة"، إلى أن هناك أخرى لا تقل أهمية، تكمن في الموقف الدولي من هذا السيناريو، أبرزها رفض الولايات المتحدة أي عملية عسكرية موسعة ضد لبنان، في حين أن تل أبيب تدرك جيداً أنها لا تستطيع أن تبادر إلى ذلك من دون غطاء أميركي واضح، على عكس ما هو الحال بالنسبة إلى العدوان على غزة، حيث التشارك في الأهداف بين الجانبين، بالرغم من الخلافات التكتيكية، التي يعبر عنها التوتر في العلاقة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

من وجهة نظر هذه المصادر، كل ما يطرح على مستوى الجبهة الجنوبيّة، بالنسبة إلى خيار الحرب الواسعة، لا يستند إلى معطيات عمليّة، بل ينطلق من التهديدات الإسرائيليّة، التي من الضروري التوقف عند أنها ترتبط دائماً بالسعي إلى الحل الدبلوماسي، وبالتالي لا يمكن الحديث عن حسم تل أبيب هذا الخيار بأي شكل من الأشكال، بل على العكس من الممكن التأكيد أنها متوجسة منه، إلا أنها لا تستطيع أن تعبر عن ذلك بشكل رسمي، بسبب التداعيات التي من الممكن أن يتركها ذلك على الرأي العام الداخلي، خصوصاً أنها لم تنجح، حتى الآن، في حسم العمليات العسكرية في غزة، في حين أن حركة "حماس" تظهر، في كل يوم، قدرة على الصمود لفترة أطول.

في هذا الإطار، تجمع القراءات الواقعية على أن كل ما يصدر من الجانب الإسرائيلي، في هذا المجال، يأتي في سياق الحرب النفسيّة، الأمر الذي لم يتوقف منذ بداية العدوان على غزة، لكن في الفترة الماضية كانت وتيرته قد ارتفعت، بسبب التداعيات التي تتركها العمليات العسكرية على هذه الجبهة، بالإضافة إلى حاجة تل أبيب إلى التوصل إلى إتفاق في وقت قريب.

بعيداً عن وقوع البعض في لبنان في "الفخ" الإسرائيلي، تشدد المصادر المتابعة على أن التعامل معها من قبل الجهات المعنية، خصوصاً "حزب الله"، يتم بدرجة عالية من الدقة، حيث تلفت إلى أنه، بالإضافة إلى التعامل العسكري مع التصعيد الإسرائيلي الذي يؤكد القدرة على المواجهة والتكيف مع مختلف الإحتمالات، لا يمكن إنكار أهمية التعامل المتزامنة معها على المستوى الإعلامي، حيث يمارس الحزب بدوره حرباً نفسية على الجانب الإسرائيلي، تؤدي النتائج المطلوبة منها على نحو واسع.

في المحصّلة، تجزم هذه المصادر بأنه رغم عدم القدرة على التيقن التام بالنوايا الإسرائيلية، إلا أن الجهود الهادفة إلى منع إنفجار الأوضاع على الجبهة اللبنانية لا تزال أقوى، وبالتالي المطلوب عدم الإنجرار إلى الحرب النفسية التي تخوضها تل أبيب، التي تعرضت إلى خسائر كبرى على المستوى الإستراتيجي، لن يكون من السهل عليها تعويضها في وقت قريب.

كانت هذه تفاصيل خبر معادلة الحرب على لبنان اسرائيلياً: إرباك وظروفها غير متوفرة لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا