الارشيف / اخبار العالم

رغم رسائل الردع والتهديد... أسهم الحرب تتراجع على جبهة لبنان؟!

في وقت تتواصل الجهود والمساعي للتوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث تتنقّل المفاوضات بين أكثر من عاصمة ومدينة، وسط تكتّم يوحي بجدّية وإن بقيت مهدَّدة بتفاصيل خلافية من هنا، ومناوراتٍ غير مفهومة من هناك، تبقى الجبهة اللبنانية المفتوحة منذ الثامن من تشرين الأول الماضي "إسنادًا لغزة"، على وتيرة "معتادة نسبيًا" من العمليات العسكرية، من دون أيّ مؤشّرات على أنّها "جزء فعلي" من المفاوضات الجارية عمليًا.

فعلى وقع الحراك السياسيّ المستمرّ، استمرّت العمليات العسكرية على الجبهة اللبنانية، وإن تراجعت وتيرتها نسبيًا عن المرحلة الماضية، تمامًا كما تراجعت لغة التهديد التي وصلت إلى ذروتها إسرائيليًا الشهر الماضي، من دون أن تتوقف كليًا، حيث رُصِدت تصريحات لمسؤولين إسرائيليّين مفادها أنّ وقف الحرب على غزة "لا يعني بالضرورة" انتهاء معارك الشمال، وهي تصريحاتٌ بقي سقفها أدنى بكثير ممّا رُصِد سابقًا، ووصل لحدّ الحديث عن "إحراق بيروت".

وفيما واصلت إسرائيل قصفها لعدد من المناطق الجنوبية، متمسّكة بسلاح "الاغتيالات" الذي تستهدف من خلاله مقاتلي "حزب الله"، كان الحزب يفعّل في المقابل نشاطه على خط "الحرب النفسية"، مسجّلاً العديد من النقاط في هذا السياق، سواء من خلال بثّه الحلقة الثانية من سلسلة "الهدهد"، والتي كان محورها الجولان هذه المرّة، أو من خلال خطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، وما انطوى عليه من رسائل تحت سقف "المقاومة لا تخشى الحرب".

وبين هذا وذاك، يبدو أنّ الحرب النفسية هذه تتقدّم على حساب المواجهة العسكرية، التي يقول البعض إنّ احتمالاتها تراجعت إلى أدنى مستوى، على وقع التطورات الأخيرة، عسكريًا وسياسيًا، للكثير من الأسباب والاعتبارات، فهل مثل هذا الاستنتاج في مكانه، وكيف تُقرَأ رسائل "حزب الله" الأخيرة؟ وإذا كانت هذه الرسائل تندرج في خانة "الردع"، كيف سيتفاعل معها الجانب الإسرائيلي، الذي يؤكد أنّ "لا عودة" لما قبل السابع من تشرين الأول؟!.

صحيح أنّ وقع فيديو "الهدهد-2" الذي أفرج عنه "حزب الله" هذا الأسبوع جاء أقلّ من الحلقة الأولى، باعتبار أنّ "الصدمة" التي أحدثها في جزئه الأول تمّ استيعابها بشكل أو بآخر، فضلاً عن أنّ منطقة الجولان هي أساسًا في "مرمى النيران" حاليًا، إلا أنّ العارفين يجزمون أنّ الحلقة الثانية فعلت فعلها أيضًا على مستوى الحرب النفسية، حيث جاء الفيديو ليؤكد "جهوزية" الحزب لمواجهة خيار الحرب، ببنك أهدافٍ محدَّد وغير خفي، وربما "حسّاس" أيضًا.

فإذا كان فيديو "الهدهد-1" جاء معبّرًا على المستوى السياسي، من حيث التوقيت، لتزامنه مع زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت، والتي حمل خلالها تهديدات إسرائيلية عالية السقف وفق ما سُرّب حينها، ما جعله يبدو "ردًا عمليًا" على التهديدات، لم يقترن فيديو "الهدهد-2" بالدلالات نفسها من حيث التوقيت، ولو جاء عشيّة احتفال تأبيني نظّمه الحزب لقائده "أبو نعمة"، وكأنّه يجدّد من خلاله الوعد بـ"الثأر" لدمه ودماء رفاقه.

ومع ذلك، ثمّة من ربط أيضًا بين فيديو "الهدهد-2" وجولة المفاوضات الدائرة في المنطقة، في محاولة من "حزب الله" للتأكيد على أنّ جبهة لبنان يجب أن تكون جزءًا من الترتيبات السياسية الدائرة، وأنّ أيّ تسوية يجب أن تسري على الجبهة اللبنانية، وإلا فإنّ الحزب جاهزٌ للذهاب حتى النهاية في الحرب، وقد حدّد بنك أهدافه، الذي سيشمل مناطق مختلفة، من حيفا، إلى الجولان، مرورًا بصفد وطبريّا، محور الحلقة الثالثة التي بدأ الترويج لها.

وفي السياق نفسه لرسائل "الهدهد-2"، جاء الخطاب الأخير للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله ليؤكد أيضًا على فكرة "الردع"، ولو أنّ أهمّ ما فيها بحسب العارفين ليس تأكيده "عدم الخشية من الحرب"، والجهوزية الكاملة لمواجهتها، ولا كشفه عن "مدى" الصواريخ التي أصبحت بحوزة الحزب، ولكن "استبعاده" الذهاب إلى حرب شاملة، في ردّ "ضمني" على التهديدات الإسرائيلية التي بدا أنّ الحزب لا يأخذها على محمل الجدّ.

يقول العارفون إن "حزب الله" الذي أكّد على لسان أمينه العام، التزامه بأيّ اتفاق لوقف إطلاق النار توافق عليه حركة حماس، باعتبار أنّ الأخيرة تفاوض عن كامل محور المقاومة، وليس عن نفسها فقط، وما تقبل به يقبل به "حزب الله"، يعتبر أنّ مثل هذا الاتفاق سيؤدي ضمنًا إلى وقف إطلاق النار على خط جبهة لبنان أيضًا، التي فتحها الحزب "إسنادًا لغزة"، وبالتالي فهو سيوقف إطلاق النار تلقائيًا بانتهاء الحرب على غزة، ومن دون أيّ نقاش.

لعلّ السيد نصر الله أراد من خلال هذه المقاربة، أن يؤكد على "ثقة" الحزب بالخيار الذي اتّخذه منذ اليوم الأول، وبالتالي التقليل من شأن كلّ التهديدات الإسرائيلية، مثبّتًا معادلة أنّ الحزب كما فتح الجبهة بقراره الذاتي سيقفلها أيضًا، ليفتح ربما باب المفاوضات على تسوية، علمًا أنّه يسجّل بذلك مكسبًا آخر للحزب في حربه النفسية، يتمثّل في اقتناع العالم، وعلى رأسه الموفد الأميركي، بأنّ بحث بأيّ اتفاق يبقى مؤجّلاً لما بعد وقف إطلاق النار في غزة.

مع ذلك، فإنّ "حزب الله" الذي أراد تسجيل استبعاده لإقدام الجانب الإسرائيلي على توسيع المواجهة، في حال التوصّل إلى وقف إطلاق النار في غزة، مستندًا في ذلك إلى العديد من العوامل، بينها قوة الردع التي يمتلكها، فضلاً عن غياب الضوء الأخضر الدوليّ على عتبة الانتخابات الأميركية، كان واضحًا في الوقت نفسه، بأنّه "لن يتساهل" مع أيّ اعتداء إسرائيلي، ولن يتأخّر في الردّ عليه بكلّ قوة، دفاعًا عن لبنان وسيادته.

هكذا، بين فيديو "الهدهد-2" وخطاب السيد نصر الله، يقول العارفون إنّ "حزب الله" أراد ضرب أكثر من عصفور بحجر، فهو سعى لاستكمال رسائل "الردع" لثني الجانب الإسرائيلي عن الانجرار إلى توسيع المواجهة، في مرحلة ما بعد غزة، ولكنه أراد في الوقت نفسه تأكيد "تفوّقه" في الحرب النفسية، ولا سيما أنّ الجميع بات ينظر إلى ما يجري جنوبًا، على أنّه "حرب" غير عسكرية فحسب، بل تكنولوجية واستخباراتية، ونفسية في المقام الأول!.

كانت هذه تفاصيل خبر رغم رسائل الردع والتهديد... أسهم الحرب تتراجع على جبهة لبنان؟! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا