الارشيف / اخبار العالم

هاريس تتقدم على ترامب في استطلاعات الرأي

ابوظبي - سيف اليزيد - دينا محمود (لندن)

أكد استطلاع جديد للرأي أن كامالا هاريس قلصت الفارق مع دونالد ترامب في نوايا التصويت وأحدثت تغييراً في مسار السباق إلى البيت الأبيض والذي كان يعتقد الرئيس الأميركي السابق حتى الآن أنه محسوم لصالحه.
وبحسب استطلاع جديد للرأي نشرته «سي بي اس» فإن 50% من الناخبين قالوا إنهم يريدون التصويت لكامالا هاريس، مقارنة بـ 49% لدونالد ترامب.
ورغم أنه تقدم طفيف جدا يقع ضمن هامش الخطأ، فإن جو بايدن لم يحققه أبداً.
وتستفيد نائبة الرئيس خصوصاً من دعم كبير لدى النساء والناخبين الملونين الذين يقول عدد أكبر منهم إنهم يعتزمون التصويت حالياً مقارنة بعددهم في يوليو.
والتحدي الذي تواجهه هاريس هو الحفاظ على هذه الدينامية الإيجابية في الأشهر المتبقية حتى موعد الانتخابات في 5 نوفمبر.
«لم يغير الحزب الديمقراطي جواده في مضمار السباق الرئاسي فحسب، وإنما قرر أيضاً إعادة النظر بشكل كبير في أسلوب خوضه للمنافسة».. رؤية يتبناها كثير من المتابعين للماراثون الانتخابي المحتدم الآن في الولايات المتحدة، لتحديد هوية الرئيس السابع والأربعين للبلاد، عبر الاقتراع المنتظر في الخامس من نوفمبر.
فتحليل التصريحات التي أدلت بها المرشحة «الديمقراطية» الحالية كامالا هاريس، منذ أن اختيرت لخوض المعركة بدلاً من الرئيس جو بايدن في الحادي والعشرين من يوليو الماضي، يكشف أنها وفريق معاونيها، اختاروا إدخال تغيير واسع النطاق، على استراتيجية الحملة الرامية، لتقويض آمال المرشح «الجمهوري» دونالد ترامب، في الفوز بالانتخابات والعودة إلى البيت الأبيض.
وحرصت هاريس خلال أول تجمعيْن انتخابييْن ظهرت فيهما بعد تحملها مسؤولية تمثيل حزبها في المواجهة المرتقبة، على أن يكون المحور الأساس لكلماتها وتصريحاتها، هو مفهوم «التحرر» من الفقر، ومن السقوط فريسة لأعمال العنف الناجمة عن استخدام الأسلحة النارية، وغير ذلك من القضايا ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي.
كما ركزت هاريس، حتى في الإعلانات التليفزيونية والإلكترونية التي بثتها حملتها خلال الأسبوعيْن الماضييْن، على الحديث عن المستقبل، وتأكيد أن الولايات المتحدة لن تعود إلى الوراء، وذلك دون أن تولي الجانب الأكبر من اهتمامها - كما كان يفعل بايدن - لملف الديمقراطية، وما اعتبره الرئيس «الديمقراطي» تهديدات وتحديات تواجهها، على خلفية توجهات ترامب وأنصاره.
وكان بايدن يشير عادة في هذا الشأن، إلى واقعة اقتحام مقر «الكابيتول»، حيث غرفتا الكونجرس، في السادس من يناير عام 2021، وذلك في محاولة من جانب مؤيدي ترامب وقتذاك، لعرقلة جلسة مشتركة عقدها مجلسا النواب والشيوخ، للتصديق على فوز الرئيس الأميركي الحالي بالانتخابات، على حساب الملياردير «الجمهوري».
وخلال الشهور السابقة لتخلي بايدن عن الترشح، ركزت حملته في رسائلها، على التحذير من تهديدات «الجمهوريين» المفترضة للديمقراطية، قائلة إنهم كانوا يسعون لـ«إبطال» نتائج انتخابات 2020.
وفي وقت سابق من العام الجاري، اعتبر مايك دونيلون كبير المساعدين السياسيين لبايدن، أن مسألة الديمقراطية ستحظى بتركيز الأميركيين بشكل كبير بحلول يوم التصويت، وأن الصورة التي ستهيمن على أذهانهم وقتها، ستكون تلك التي تُظهر ما جرى من أعمال عنف ومشاهد فوضوية، رافقت تعرض «الكابيتول» للهجوم.
بالإضافة إلى ذلك، أنفقت الحملة «الديمقراطية» قرابة 10 ملايين دولار، لبث إعلان تلفزيوني لم تتجاوز مدته 30 ثانية، ظهر فيه الممثل الشهير روبرت دي نيرو، وهو يتهم الملياردير «الجمهوري»، بأنه حاول قبل خسارته الانتخابات الرئاسية الأخيرة التشبث بالسلطة باستماتة، وأنه بات يهدد الآن، بعد إعادة ترشحه، بأن يصبح مستبداً بممارسات أخطر.
ووفقاً للخبراء، سبق أن أثار هذا النهج مخاوف شخصيات بارزة في الحزب «الديمقراطي»، أعربت عن قلقها من أن التركيز على العزف على وتر «تهديد ترامب للديمقراطية»، لا يؤتي ثماره في أوساط الناخبين المتأرجحين، حتى وإنْ كان يلقى قبولاً من جانب أقرانهم الأكبر سنا، بحسب نتائج استطلاعات الرأي.
واستجابة لهذه المخاوف على ما يبدو، حرصت هاريس على أن تقدم نفسها بوصفها «مرشحة المستقبل». وأقْدَمَت على تغيير الأغنية الرئيسة للحملة، لتصبح «فريدَم» أو «الحرية» للمغنية الشهيرة بيونسيه. فضلاً عن ذلك، بدأت المرشحة «الديمقراطية»، في الحديث عن ترامب بوصفه «شخصاً غريب الأطوار»، يتبنى أفكاراً متشددة ويخشى مناظرتها.
وفي الوقت نفسه، تشدد هاريس على أن حملتها، ليست موجهة ضد غريمها «الجمهوري» كـ«شخص»، وإنما تتعلق بالقيم والمبادئ التي قالت إنها ومؤيدوها يقاتلون من أجلها، وهو ما رآه محللون مؤشراً على أن الحزب «الديمقراطي» لم يغير مرشحه للرئاسة فقط، وإنما عَدَلَّ استراتيجيته الانتخابية أيضاً.
واعتبر المحللون، في تصريحات نشرها موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي واسع الاطلاع، أن هذا التغيير، يمثل إقراراً ضمنياً بأن الاستراتيجية السابقة للحملة «الديمقراطية»، لم تكن ناجحة بالقدر الكافي، وإشارة أيضاً إلى وجود اختلاف بين شخصيتيْ هاريس وبايدن، وأولويات كل منهما في السباق الانتخابي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا