كشفت دراسة استقصائية حديثة أن مناطق الجذب السياحي المحلية في اليابان تواجه تحديات كبيرة في التعامل مع الزيادة السريعة في عدد الزوار الأجانب. ويأتي هذا التزايد في السياحة نتيجة لجهود الحكومة اليابانية لتعزيز السياحة كجزء من استراتيجية النمو الاقتصادي. ومع ذلك، فإن هذا النمو السريع يضع ضغطًا هائلًا على البنية التحتية السياحية، مما يؤدي إلى تحديات في الحفاظ على جودة التجربة السياحية لكل من الزوار الأجانب والمحليين.

تشير الدراسة إلى أن هناك حاجة ماسة لتحسين البنية التحتية، مثل وسائل النقل العام والمرافق السياحية، بالإضافة إلى زيادة الاستثمار في الموارد البشرية لتقديم خدمات سياحية متميزة. كما تسلط الدراسة الضوء على أهمية تطوير استراتيجيات مستدامة للتعامل مع هذا التدفق السياحي المتزايد، وذلك من خلال تعزيز التوعية السياحية والحفاظ على المواقع التراثية والثقافية.

ففي الوقت الذي يستمر فيه عدد الزوار الأجانب إلى اليابان في الارتفاع بشكل مطرد، وجد استطلاع (متعدد الإجابات) أن 70% من الحكومات المحلية والمنظمات الأخرى أجابت بأن لديها ”مشاكل“ في تحسين استعدادها لاستقبال الزوار الأجانب. وقد أجرى الاستطلاع مركز جاران للأبحاث (JRC)، وهو منظمة استقصائية وبحثية في مجال السفر المحلي، على منظمات إدارة الوجهات السياحية والمحافظات، التي تعزز إدارة الوجهات السياحية من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

كانت القضية الأكثر ذكرًا المتعلقة بالزوار الأجانب هي ”تحسين الجاهزية لاستقبال الزوار“، مثل الدعم متعدد اللغات وتدابير تخفيف الازدحام (68.9%). تلا ذلك ”نقص القوى العاملة“ (65.5%) و”الترويج لجذب الزوار“ (58.2%). وأشارت إحدى الباحثات في المركز إلى أن ”يبدو أن مناطق الجذب السياحي لم تتمكن حتى الآن من مواكبة الانتعاش السريع في قطاع السياحة بعد انتهاء جائحة كورونا التي آثرت على انتقال الناس بين الدول بشكل كبير“.

كانت تايوان أكثر البلدان أو المناطق التي تستهدفها الوجهات السياحية للسوق الوافدة (78%). تلتها أستراليا (51.4%) والولايات المتحدة الأمريكية (49.7%)، ومقارنة باستطلاع عام 2023، تقدمت أستراليا في الترتيب وحلت محل الولايات المتحدة الأمريكية. ويعتقد أنه تم اختيار التايوانيين لأن لديهم ميلًا قويًا لزيارة اليابان مرارًا وتكرارًا ومن المتوقع أن يقوموا برحلات إلى مناطق خارج المدن الكبرى. ويبدو أن الزائرين من أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية هم أكثر جاذبية للوجهات السياحية بسبب طول مدة رحلاتهم وتأثير ضعف الين الذي يؤدي إلى إنفاق أكبر.

تم إجراء الاستطلاع عبر الإنترنت في الفترة ما بين نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 وفبراير/ شباط 2012، وتم تلقي ردود من 177 مؤسسة.

(النص الأصلي باللغة اليابانية، صورة العنوان: جبل فوجي في خلفية كومبيني لوسون، بلدة فوجي كاواغوتشيكو بمحافظة ياماناشي في مايو/أيار 2024، © رويترز)