اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

تغيير الحج مكانًا وزمانًا وعن بُعد: هرطقات فكرية!

صدقَ مَن قالَ: إنَّ مَن يتكلَّمَ فِي غيرِ فنِّهِ وتخصُّصهِ يأتيكَ بالعجائبِ، والأدهَى مِن ذلكَ حاجتَانِ: اغترارُهُ بفكرةٍ مَا أتَى بهِا، وجهلُ مَن يتبعهُ، هذَا مَا حدثَ معَ مَن كتبَ عَن الحجِّ، عَن ضرورةِ تغييرِ مكانِ الحجِّ؛ تخفيفًا علَى الأُمَّةِ، وأنْ يكونَ فِي أماكنَ أُخْرَى غيرِ مكَّة المكرَّمة، أو أن يُوسَّع علَى الأُمَّة، فبدلَ أنْ يكونَ الحجُّ أيَّامًا معدوداتٍ، يكونُ أشهرًا معلوماتٍ، واضعًا تفسيرًا لقولِهِ تعالَى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ)، إنَّهُ أشهرٌ وليسَ أيَّامًا، وثالثةُ الأثافِي فِي الهرطقةِ الفكريَّةِ أنْ تقترحَ مذيعةٌ أنْ يكونَ الحجُّ عَن بُعد «online»، وليسَ حضوريًّا! وتقولُ:

إنَّ ذلكَ يمنحُ فرصةً لكبارِ السِّنِّ والفقراءِ أنْ يحجُّوا، كمَا أنَّهُ يقللُّ مِن الزَّحمةِ، وفيهِ توفيرٌ لاقتصادِ البلدِ غير مدركةٍ لقولهِ تعالَى: (مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا).فإذَا تجاوزنَا حُسنَ النيَّةِ بالمقصدِ فيمَا كُتبَ، يظلُّ عالقًا بالموضوعِ الجهلُ بالدِّينِ وأُسسهِ ومنطلقاتِهِ وثوابتِهِ هِي سببُ كلِّ أنواعِ الهرطقاتِ الفكريَّةِ الثلاثِ، وهذهِ مشكلةُ الفتوَى فِي غيرِ التخصُّصِ، فالذِي يُفتِي فِي الطبِّ وهُو غيرُ طبيبٍ مهمَا كانَ مقصدُهُ سليمًا، ونيَّتهُ طيِّبةً فِي طلبِ الاستشفاءِ للمريضِ، لا شكَّ أنَّه غيرُ صائبٍ فِي علاجهِ، بلْ قدْ يُعرِّض المريضَ للموتِ، وهُو عالقٌ فِي ذهنهِ أنَّهُ يريدُ شفاءَهُ، وكذلكَ مَن يُفتِي فِي الهندسةِ وهُو غيرُ مهندسٍ، يهدمُ المبنَى ويتسبَّبُ بالضَّررِ للشَّوارعِ مِن غيرِ لَا يدرِي، والأدهَى أنَّ كلَّ واحدٍ منهُم يدرِي أنَّهُ لَا يدرِي، لكنَّهُ متمسِّكٌ بحُسنِ النيَّةِ، وقدحةِ الفكرةِ، وأنَّها جديدةٌ؛ لذلكَ يظنُّ كلُّ واحدٍ منهُم أنَّهُ أتَى بمَا لمْ يأتِ بهِ الأوائلُ، بينمَا يظهرُ للجميعِ أنَّما هِي هرطقةٌ لَا ترتكزُ علَى سندٍ شرعيٍّ، فالحجُّ مكَّة المكرَّمة مكانًا وزمانًا،

لا يمكنُ أنْ نغيِّرَ فِي ذلكَ أبدًا. فمَن طلبَ تعدُّدَ مكانِهِ كأنْ يكونَ فِي أيِّ مدينةٍ عربيَّةٍ أو إسلاميَّةٍ أُخْرى، يُعدُّ ذهابًا بالأُمَّةِ إلى ضلالٍ مبينٍ، ومَن أرادَ أنْ يكونَ أداءُ الحجِّ كفريضةٍ خلالَ أشهرٍ، فيكونُ طولَ أشهرِ الحجِّ أيَّامًا لمناسكِ الحجِّ وعرفات، ليستْ يومًا واحدًا محدَّدًا، إنَّما أيامٌ كثيرةٌ. وكذلكَ مزدلفة ومنى يُعدُّ ذهابًا بالأُمَّةِ إلى وجهةٍ غيرِ صحيحةٍ، ومَن لَا تَرَى ضرورةَ أنْ يكونَ الحجُّ حضوريًّا يُعدُّ ذهابًا بالأُمَّةِ إلى الابتداعِ، وإنْ ظهرَ منطقُ العقلِ جليًّا فيمَا ذهبُوا إليهِ جميعًا، ويقولُ إنَّ ثلاثةَ الاقتراحاتِ وجيهةٌ مِن النَّاحيةِ العقليَّةِ، إلَّا أنَّ الأساسَ فِي الدِّينِ فِي أمورِهِ التعبديَّةِ توقيفيَّةٌ، أوحَى اللهُ بهَا إلَى رسولِهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- وقدْ ذكرتُ أنَّ كلَّ الأمورِ الثلاثةِ تقودُ إلى الابتداعِ، مؤكِّدًا علَى أنَّ هذَا الأمرَ واضحٌ أنَّه اجتهادٌ -مهمَا راودَنَا الشَّيطانُ علَى استحسانِهِ- إنَّما هُو فِي الأخيرِ مخالفةٌ صريحةٌ للكِتابِ والسُّنَّةِ.

لقد أجمعت الأمة على أن الحج أفعال مخصوصة، في أزمنة محدودة، وأماكن محدودة، من استطاع إلى ذلك سبيلا.. فالذي حدد المناسك المتتابعة للحج، وأيامها المعروفة، هو الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (لتأخذوا عني مناسكَكم)، وبالتالي فهو فعل توقيفي من الرسول -صلى الله عليه وسلم- الموحى له من عند الله -عز وجل-، واللهُ -سبحانَهُ وتعالَى- يقولُ (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا). والحجُّ عبادةٌ، والعباداتُ لَا تُعلَّلُ ولَا تؤدَّى بالعقلِ والمنطقِ، إنَّما هِي اتِّباعٌ، والحجُّ لهُ أكثرُ مِن ١٤٠٠ سنةً يُؤدَّى اتِّباعًا لِمَا أوْحَى اللهُ بهِ لنبيِّهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- ولنْ تُلغِي مثلُ هذهِ الهرطقاتُ أصالتَهَا، واتِّباعَ الأُمَّةِ لسُنَّةِ نبيِّهَا -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-.

أ.د صالح عبدالعزيز الكريم – جريدة المدينة
52e2ad7737.jpg

كانت هذه تفاصيل خبر تغيير الحج مكانًا وزمانًا وعن بُعد: هرطقات فكرية! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا